هفا القلبُ عن وَصلِ هِيفِ القدودِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هفا القلبُ عن وَصلِ هِيفِ القدودِ | وماءُ الصِّبا مُورِقٌ منه عُودي |
فطمتُ ولي ولعٌ بالعلى | أُجارِي الصِّبا في مداها المديد |
وما زلْتُ وطأً فُوَيْقَ السِّماك | إلى قطبِها ناظراً في صعود |
وما يُورِدُ الشيخَ إلاَّ الذِي | تلوحُ شمائلهُ في الوليد |
حفظتُ الدُّمى لهوى دُمية ٍ | ويُحفظُ للبيتِ كلّ القصيد |
ولكنْ رأيتُ العلى ضرَّة ً | تنافرُ كلّ فتاة ٍ خرود |
فثرت وثارتْ معيْ هِمَّة ٌ | قيامي لَها فارغٌ مِنْ قعود |
وما نَوَّمَتْ عَزْمَتِي بلدة ٌ | تنبّهُ في الغمر عجزَ البليد |
ولا طفلة ُ العيش وهنانة ٌ | أروجٌ بنفحة ِ مسكٍ وعودِ |
تُوَدِّعُ للبينِ كفاً بكفٍّ | ونحراً بنحرٍ وجيداً بجيد |
ومنْ يطلب المجدَ ينزلْ إلى | قَرا النّهد عن نَهدِ عذراء رود |
ويَرْمِ على الخوفِ عَزْماً بعَزْمٍ | وليلاً بليلٍ وبيداً بيد |
ولله أرضي التي لم تزل | كناس الظباء وغيل الأسود |
فمن شادن بابلي الجفون | نفور الوصال أنيس الصدود |
يديرُ الهوى منه طرفٌ كليلٌ | يَفُلّ ذلاقة َ طَرْفَي الحديد |
ومن قسورٍ شائكِ البرثُنينِ | له لبدة ٌ سُردَتْ من حديد |
يصولُ بمثلِ لسانِ الشُّواظِ | فيولِغُهُ في نجيع الوريد |
زبانية ٌ خُلقوا للحروب | يشبّون نيرانها بالوقود |
مشاعرهم مرهفاتٌ بنين | لهدّ الجماحم من عهد هود |
همْ المخرجون خبايا الجسوم | إذا ضرَبُوا بخبايا الغمود |
هم المائلون على الحاقدين | صدورَ رماحهم بالحقود |
نجومٌ مطالعها في القَنَا | ولكنُ مغاربها في الكبود |
تخطّ الحوافرُ من جُرْدِهِمْ | محارِيب مبثوثة ً في الصعيد |
تخرّ رؤوس العدى في الوغى | لها سُجّدا، يا له من سجود |
وبرقٍ تألقَ إيماضه | كخفقِ جناحِ فؤادٍ عميد |
يريك التواء قسي الرماة | إذا ما جذين بنزع شديد |
سقى الله منه الحمى عارضاً | يقهقه ضاحكه بالرعود |
مُكَرَّ الطرادِ، وثَغْرَ الجهادِ، | ومُجْرَى الجيادِ، ومأوَى الطريد |
بحيث تقابل شوساً بشوس | وغراًّ بغرٍّ وصيداً بصيدِ |
وأجسامُ أحيائهمْ في النّعيمِ | وأرواح أمواتهم في الخلود |