طربتُ متى كنت غير الطروب؟
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
طربتُ متى كنت غير الطروب؟ | فلم أُعْرِ طَرِفَ الصِّبَا من ركوبِ |
فَيَوْماً إلى سَبْيِ زقّ رَويٍّ | ويوماً إلى صيد ظبي ربيب |
ومهما كبا بي فمن نسوة | يوافِقُها بين كأسٍ وكوبِ |
لياليَ بينَ المَهَا غَيْرَة ٌ | عليّ تخوض بها في حروب |
ولو أنّ قِدْحَ شبابِي أُجِيلَ | على الشمس لأختارَها في نصيب |
وتزحمني كل فتّانة ٍ | بتفّاحة ٍ غَلّفَتْهَا بِطِيبِ |
ويطلقني من عقال العناق | صَباحٌ يُنبِّهُ عينَ الرَّقِيبِ |
وفي كَبِدِي جُرْحُ لحظٍ عليلٍ | وفي عضدي عضّ ثغرٍ شنيب |
وريحانة ٌ أمها كرمة | تَنَفّس في كفِّ غصن رطيبِ |
معتقة ٍ في يدي راهب | على دنَّها ختْمُهُ بالصّلِيبِ |
إذا أمْرَضَتْكَ وخفتَ الصّبُوحَ | فمُمْرِضها لك غير الطبيب |
تباكرُ من صَرْفها شَرْبَة | فتاة َ الوثوب عجوزَ الدبيبِ |
كأنّ الحبابَ لها جُمّة ٌ | معممة ٌ رأسَها بالمشيب |
إذا صبّ ماءٌ على صرفها | رأيت لهُ غوصة ً في اللهيب |
فتخرج من قعرها لؤلؤاً | يُنَظِّمُ للكأسِ فوقَ التريب |
تناولْتُها ونسيمُ الرِّياضِ | ذكيّ النسيم عليلُ الهبوب |
وغيدٍ لطائف ألحانها | تنغمها لسرور الكئيب |
فكلّ مقمعة ٍ بالعقيق | من الدرِّ أغصانَ كفٍّ خصيب |
تنبّه مطرقة ً في الحجور | تُغْرِي الأكفَّ بشقِّ الجيوب |
إذا أسْمَعَتْ حسناتِ الغناءِ | شربنا عليها كؤوس الذنوب |
وَسُودِ الذَوائبِ يَسْحَبْنَها | كَسَعْيِ الأساوِدِ فَوْقَ الكثيبِ |
توافق بالرقص أقدامهن | يطأن بها نغمات الذنوب |
يُشِرْنَ إلى كلّ عَضْوٍ بما | يَحُلّ به في الهوى من كروب |
بَسَطْنا لها وهي مثل الغصون | تميس بهبَهّ الصّبار والحبوب |
على الأرض منا خدود الوجوه | وبينَ الضُّلوع خدودَ القلوبِ |