أُولئكَ قوْمي، فإن تسألي،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أُولئكَ قوْمي، فإن تسألي، | كرامٌ، إذا الضيفُ يوماً ألمّ |
عِظامُ القُدُورِ لأيْسارِهمْ، | يكبونَ فيها المسنَّ، السنمْ |
يُواسونَ مَوْلاهُمُ في الغِنى ، | ويَحْمونَ جارَهمُ إن ظُلِمْ |
وكانوا مُلوكاً بأرْضِيهِمِ، | يُبادُونَ غَضْباً، بأمرٍ غَشِم |
مُلوكاً على النّاس لم يُمْلَكوا | من الدّهرِ يوْماً، كحِلّ القَسَمْ |
فأنْبَوْا بِعادٍ وأشياعِها، | ثمودَ، وبعضِ بَقايَا إرَمْ |
بيَثْرِبَ قد شيّدُوا في النَّخيلِ | حصوناً، ودجنَ فيها النعمْ |
نَوَاضِحَ قدْ عَلَّمتْها اليَهُودُ | عُلَّ إليكِ، وقوْلاً هَلُمّ |
وفيما اشتهوْا من عصِيرِ القِطافِ، | وعيْشٍ رَخيٍّ على غيْرِهِمْ |
فساروا إليهمْ بأثقالهمْ، | على كلّ فحلٍ هِجانٍ قَطِم |
جيادُ الخيولِ بأجنابهمْ، | وقدْ جللوها ثخانَ الأدمْ |
فلما أناخوا بجنبيْ صرارٍ، | وشَدّوا السُّرُوجَ بِلَيّ الحُزُمْ |
فما رَاعَهُمْ غيرُ مَعْجِ الخيو | لِ، والزّحفُ من خلفهم قد دهِم |
فطاروا شلالاً وقد أفزعوا، | وطرنا إليهمْ كأسدِ الأجمْ |
على كلّ سَلْهَبَة ٍ في الصيّا | نِ، لا تستكينُ لطولِ السأمْ |
وكلِّ كميتٍ، مطارِ الفؤادِ، | أمينِ الفصوصِ، كمثلِ الزلمْ |
عليها فوارسُ قدْ عاودوا | قِرَاعَ الكُماة ، وَضرْبَ البُهَمْ |
لُيوثٌ إذا غَضِبوا في الحُرُو | بِ، لا يَنكِلون، ولكن قُدُمْ |
فَأُبْنا بِسادتِهِمْ والنّسَا | ءِ قَسْراً، وأموالِهِم تُقتَسمْ |
ورثنا مساكنهمْ بعدهمْ، | وكنا ملوكاً بها لمْ نرمْ |
فلمّا أتانا رَسُولُ المَلِيـ | ـكِ بالنُّورِ والحقّ بعد الظُّلَمْ |
ركنا إليهِ، ولمْ نعصهِ، | غداة َ أتانا منَ ارضِ الحرمْ |
وقلنا: صَدقتَ، رَسولَ المليك، | هلمّ إلينا، وفينا أقمْ |
فنشهدْ أنكَ، عندَ الملي | كِ، أرسلتَ حقاً بدينٍ قيمْ |
فنادِ بما كنتَ أخفيتهُ، | نداءً جهاراً، ولا تكتتمْ |
فإنا وأولادنا جنة ٌ، | نَقِيكَ وَفي مالِنا فاحتكِمْ |
فنحْنُ وُلاتُكَ، إذ كذّبوكَ، | فنادِ نداءً، ولا تحتشمْ |
فطارَ الغواة ُ بأشياعهمْ | إليهِ، يظنونَ أن يخترمْ |
فقمنا بأسيافنا دونهُ، | نُجالِدُ عَنْهُ بُغاة َ الأُمَمْ |
بكلّ صقيلٍ، لهُ ميعة ٌ، | رقيقِ الذبابِ، غموسٍ خذمْ |
إذا ما يُصادِفُ صُمَّ العِظا | مِ لمْ يَنبُ عنها، ولمْ ينثلِمْ |
فذلكَ ما أورثتنا القرو | مُ مجْداً تليداً، وعِزَّاً أشَمّ |
إذا مرّ قرنٌ كفى نسلهُ، | وخلفَ إذا ما انقصمْ |
فما إنْ من النّاسِ إلاّ لنا | عليه، وإن خاس، فضلُ النعمْ |