ألمْ تسألِ الربعَ الجديدَ التكلما،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألمْ تسألِ الربعَ الجديدَ التكلما، | بمَدْفَعِ أشْداخٍ، فبُرْقة ِ أظْلما |
أبَى رَسْمُ دارِ الحيّ أن يتَكلّما، | وهل ينطقُ المعروفَ من كانَ أبكما |
بقاعِ نقيعِ الجِزْع من بطن يَلبَنٍ، | تَحَمّلَ منهُ أهلُهُ، فتَتهمّا |
دِيارٌ لِشعْثاءِ الفُؤادِ وَتِرْبِها، | لياليَ تحتَلُّ المَرَاضَ، فتغلَما |
وإذ هيَ حوراءُ المدامعِ ترتعي | بمندفعِ الوادي أراكاً منظما |
أقامتْ بهِ بالصّيْفِ، حتى بدا لها | نشاصٌ، إذا هبتْ له الريحُ أرزما |
وقدْ ألّ من أعضادِهِ، ودَنا لَهُ | من الأرضِ دانٍ جوزهُ، فتحمحما |
تحنُّ مطافيلُ الرباعِ خلالهُ، | إذا استنّ، في حافاته البرْقُ، أثجَما |
وكادَ بأكنافِ العقيقِ وثيدهُ | يحطُّ، من الجماءِ، ركناً ململما |
فلمّا عَلا تُرْبانَ، وانهلّ وَدْقُهُ، | تداعى ، وألقى بركهُ وتهزما |
وأصبحَ منهُ كلُّ مدفعٍ تلعة ٍ | يكبُّ العضاهَ سيلهُ، ما تصرما |
تنادوا بليلٍ، فاستقلتْ حمولهمْ، | وعالينَ أنماطَ الدرقلِ المرقما |
عَسَجْنَ بأعْنَاقِ الظّباءِ، وأبرَزَتْ | حواشي برودِ القطرِ وشياً منمنما |
فأنى تلاقيها، إذا حلّ أهلها | بِوادٍ يَمانٍ، منْ غِفارٍ وأسلَما |
تلاقٍ بعيدٌ، واختلافٌ من النوى ، | تَلاقِيكَها، حتى تُوَفيَ مَوْسِما |
سأهدي لها في كلّ عامٍ قصيدة ً، | وَأقعُدُ مَكْفيّاً بِيثرِبَ مُكرَمَا |
الستُ بنعمَ الجارُ يولفُ بيتهُ | لذي العرفِ ذا مالٍ كثيرٍ ومعدما |
وندمانِ صدقٍ تمطرُ الحيرَ كفهُ، | إذا رَاحَ فيّاضَ العشيّاتِ خِضرِما |
وَصَلْتُ بهِ رْكني، وَوَافقَ شيمتي، | ولم أكُ عِضّاً في الندامى مُلوَّما |
وأبقى لنا مرُّ الحروبِ، ورزؤها، | سيوفاً، وأدراعاً، وجمعاً عرمرما |
إذا اغبَرّ آفَاقُ السّماءِ، وأمحَلَتْ | كأنَ عليها ثوبَ عصبٍ مسهما |
حسِبْتَ قدُورَ الصّادِ، حوْل بيوتِنا، | قنابلَ دُهماً، في المحلّة ِ، صُيَّما |
يظلُّ لديها الواغلونَ كأنما | يوافونَ بحراً، من سُميحة َ، مُفعَما |
لنا حاضرٌ فعمٌ، وبادٍ كأنهُ | شماريخُ رضوى عزة ً، وتكرما |
مَتى ما تَزِنّا من معَدٍّ بعُصْبَة ٍ، | وغسانَ، نمنعْ حوضنا أن يهدما |
بكلّ فتى ً عاري الأشاجعِ، لاحهُ | قِرَاعُ الكماة ، يرْشحُ المِسكَ والدما |
إذا استدبرتنا الشمسُ درتْ متوننا، | كأنّ عرُوقَ الجوْفِ ينضَحن عَندما |
وَلدْنا بَني العنْقاءِ وابنيْ مُحرِّقٍ، | فأكرمْ بنا خلالً وأكرمْ بنا ابنما |
نسودُ ذا المالِ القليلِ، إذا بدتْ | مروءتهُ فينا، وإن كانَ معدما |
وإنّا لنَقري الضّيفَ، إن جاء طارِقاً، | من الشحم، ما أمسى صَحيحاً مسلَّما |
ألسنا نردُّ الكبشَ عن طية الهوى ، | ونقلبُ مرانَ الوشيجِ محطما |
وكائنْ ترى من سيد ذي مهانة ٍ | أبوه أبونا، وابنُ أُختٍ ومَحْرَما |
لَنا الجَفَناتُ الغُرُّ يلمعنَ بالضّحى ، | وأسيافنا يقطرنَ من نجدة ٍ دما |
أبَى فِعلُنا المعرُوف أن ننطِقَ الخنا، | وقائلنا بالعرفِ إلا تكلما |
أبَى جاهُنا عندَ المُلوكِ وَدَفعُنا | ومِلْءُ جِفانِ الشِّيزِ، حتى تهزَّما |
فكلُّ معدٍّ قد جزينا بصنعهش، | فبؤسى ببؤساها، وبالنعمِ أنعما |