من طرائف الشعر
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
تطور في الجماد
للشاعر الفيلسوف جميل صدقي الزهاوي
ما حياة قديمها غير باد ... لك إلاّ تطوُّر في الجماد أنها تبتني لها في نظام ...
كل ما يقضي حاجها من عتاد وإذا ما الجماد رثَّت قُواه ...
ذهبت كلها الحياةُ بداد وهي ليست إذا نظرتَ اليها ...
في جميع البقاع غير جهاد ولقد يهلك الذي يتوقَّى ...
ولقد لا يعيش أهلُ الحياد ولدتها الأرض الكريمة بكراً ...
وسقتها السماء دَرَّ العهاد ليس منا الأجساد بالروح تحيا ...
إنما يحيا الروح بالأجساد إنما الأرض وهي ما نحن نسعى ...
فوقه ما بين رائح أوغادِ كوكب مظلم يطوف من الشم ...
س حثيثاً بكوكبٍ وقاد كفَراش يدور حول سراج ...
واهج ما لزيته من نفاد وعلى وجهيها نهارٌ وليل ...
فهي لا تستغني عن الأضداد كل ما في الوجود فهو لعمري ...
من نواميس الكون في أصفاد ولعل الزمان في دوره يجم ...
ع بين الآزال والآباد وكأن المجرَّ نهرٌ مديد ...
وردته من النجوم صواد وكأن الوجود فاض على الشط ...
طين اذ عَبَّ سيله في الوادي ويراه الحجا شموساً تُعاني الس ...
بح في لانهاية الأبعاد وأحاطت بما هنالك أسر ...
ارٌ لعيني تجللت بسواد من شداد الغموض فيها يحار ال ...
عقل والعقل بعض تلك الشداد جل كون قد حف باللا تناهي ...
عن شبيه له وعن أنداد أترى أن ماله قِدَمٌ في ال ...
كون ذو حاجة إلى أيجاد عالمٌ يختفي وآخر يبدو ...
والذي يختفي عتادُ البادي وفسادٌ يجيء من بعده كو ...
ن وكون يجيء بعد فساد ليس موت الآباء إلا ضماناً ...
لحياة الأبناء والأحفاد أنا في جوهري قديم على الأ ...
رض وإن كان حادثاً ميلادي أنا جزء من عالم ماله من ...
آخر ينتهي به أو نفاد ليست الأرض غير قبرٍ مُوارٍ ...
لرفات الآباء والأجداد قل لمن طال في التراب كراهم ...
هل لكم يقظة وراء الرقاد؟ غيَّر الدهر كلَّ عضو بجسمي ...
غير قلب لي في الحبِّ هو هادِ لم تكن مني الصبابة في شي ...
خوختي غير جمرة في الرمَاد ولقد حاقت بي المصائب تترى ...
من أناس عاشرتهم في بلادي ولمن في حياته خالط النا ...
س كثيراً أحبَّة وأعاد أيّ ذنب لي إن تباعدت الشق ...
قة بين أعتقادهم وأعتقادي؟ كلما خالف الجماعة في الرأ ...
ي جريء رموه بالألحاد! ثلَّة منهم العيون تريني ...
ما تكنّ الصدور من أحقاد. عدَّني ان أردت في سعداء ال ...
قوم أو عدَّني من الأنكاد إنني في جميع ما أنا آتٍ ...
مكره ليس في يديَّ قيادي أنا هذا ولستُ أقوى على تغ ...
يير ما في خلقي أو استعدادي! أنا بالشعر وحده متسلٍ ...
إنه كل طارفي وتلادي وإذا وافته المنيّة قبلي ...
فاحفروا حفرة له في فؤادي وإذا مت قبله فهو يرثي ...
ني لو ظل حافظا لودادي أيها الناقد المهين لشعري ...
أنت ما بالنزيه في النقَّاد لا تحقر بنات فكري فتلكم ...
كلُّ ما خلَّفت من أولاد حان ذاك اليوم الذي ليس تورى ...
فيه ناراً إذا قدحتُ زنادي ما ألذ الحياةَ لو هي دامت ...
غير أن المنون في المرصاد! حبذا عهدٌ سالف لم أكن في ...
هـ لغير الجمال بالمنقاد!