أرشيف المقالات

يجب على المسلم أن يكون الحذر شعاره والحيطة دثاره

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
يجب على المسلم أن يكون الحذر شعاره والحيطة دثاره
 
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ﴾ [النساء: 71].
 
تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ﴾؛ لتعلم ما ينبغي أن يكون عليه أهل الإيمان من الحيطة والحذر، والفطنة والدهاء!
 
فلا ينبغي للمؤمن أَنْ يُخْدَعَ من أعداء الله كما لا يليق به أَنْ يَخْدَعَ، بل يجب أن يكون الحذر شعاره، والحيطة دثاره؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لاَ يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ»[1].
 
وقَبيحٌ بالمسلم أن يعلمه الله تعالى عن كيد الكفار لأهل الإيمان، ثم يزعُم أن يُحسن بهم الظن، ويرجو من ورائهم النفع، ويؤمل فيهم الخير؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ﴾ [آل عمران: 118]، وكيف يُحسن الظن بمن لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة!
 
ألم يَسْمَعْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ﴾ [الممتحنة: 2].
 
وكيف لا يأخذ أهل الإيمان حذرَهم وأعداء الإسلام يتحيَّنون الفرص ويتربصون بهم الغفلة؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً ﴾ [النساء: 102].



[1] - رواه البخاري- ‌‌كِتَابُ الْأَدَبِ، ‌‌بَابٌ: لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ، حديث رقم: 6133، ومسلم- ‌‌كِتَابُ الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ، ‌‌بَابُ: ‌لَا ‌يُلْدَغُ ‌الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ، حديث رقم: 2998

شارك الخبر

المرئيات-١