أشاقَكَ مِنْ أُمّ الوَلِيدِ رُبُوعُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أشاقَكَ مِنْ أُمّ الوَلِيدِ رُبُوعُ، | بلاقعُ، ما منْ أهلهنّ جميعُ |
عفاهنّ صيفيُّ الرياحِ، وواكفٌ | من الدلوِ، رجافُ السحابِ هموعُ |
فلمْ يبقَ إلا موقدُ النارِ حولهُ | رواكدُ، أمثالُ الحمام، وقوعُ |
فَدَعْ ذِكْرَ دَارٍ بَدّدَتْ بينَ أهْلِها | نوى فرقتْ بين الجميعِ قطوعُ |
وقلْ: إنْ يكنْ يومٌ بأحدٍ يعدهُ | سفيهٌ، فإنّ الحقّ سوفَ يشيعُ |
وقد ضَارَبَتْ فيه بنو الأوْسِ كلُّهُمْ، | وكانَ لَهُمْ ذِكْرٌ، هناكَ، رَفِيعُ |
وحامى بنو النجارِ فيهِ وضاربوا، | وما كان منهمْ، في اللّقاء، جَزُوعُ |
أمامَ رَسولِ اللَّهِ لا يَخْذُلُونَهُ، | لهمْ ناصرٌ من ربهمْ، وشفيعُ |
وفوا إذ كفرتمْ، يا سخينَ، بربكم، | ولا يَسْتَوي عَبْدٌ عَصَى وَمُطِيعُ |
بأيمانهمْ بيضٌ إذا حميَ الوغى ، | فلا بدّ أنْ يردى بهنّ صريعُ |
كما غادرتْ في النقعِ عثمانَ ثاوياً، | وسعداً صريعاً، والوشيجَ شروعُ |
وَقد غادرَتْ تحتَ العَجاجة ِ، مُسنَداً، | أبياً، وقدْ بلّ القميصَ نجيعُ |
بكفّ رسولِ اللهِ، حتى تلففتْ | على القومِ مما قدْ يثرنَ نقوعُ |
أُولئكَ قوْمي سادَة ٌ من فُرُوعِهِمْ، | ومنْ كلّ قومٍ سادة ٌ وفروعُ |
بهنّ يعزُّ اللهُ حينَ يعزنا، | وإنْ كان أمْرٌ، يا سَخِينَ، فَظيعٌ |
فإنْ تذكروا قتلى ، وحمزة ُ فيهمُ | قَتِيلٌ، ثَوَى لله، وهْوَ مُطِيعُ |
فإنّ جِنَانَ الخُلْدِ مَنْزِلُهُ بِهَا، | وأمرُ الذي يقضي الأمورَ سريعُ |
وقَتْلاكُمُ في النّارِ أفضَلُ رِزْقِهِمْ | حَمِيمٌ معاً، في جوْفِها، وَضَرِيعُ |