ألا أبلغ المستسمعينَ بوقعة ٍ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا أبلغ المستسمعينَ بوقعة ٍ، | تخفُّ لها شمطُ النساءِ القواعدُ |
وظَنُّهُمُ بي أنّني لِعَشِيرَتي | علَى أيِّ حالٍ كانَ حامٍ وَذائِدُ |
فإنْ لَمْ أُحَقِّقْ ظَنَّهُمْ بِتَيَقُّنٍ، | فلا سقتِ الأوصالَ مني الرواعدُ |
ويعلمُ أكفائي من الناسِ أنني | أنا الفارِسُ الحَامي الذِّمارِ المُناجِدُ |
وما وجدَ الأعداءُ فيّ غميزة ً، | وَلا طَافَ لي مِنهُمْ بوَحْشيَ صَائِدُ |
وأن لم يَزَل لي منذُ أدرَكتُ كاشِحٌ، | عَدُوٌّ أُقَاسِيهِ، وآخَرُ حَاسِدُ |
فَما مِنْهُمَا إلاّ وأنّي أكِيلُهُ | بمِثْلٍ لَهُ مِثْلَينِ، أوْ أنا زَائِدُ |
فإنْ تسألي الأقوامَ عني، فإنني | إلى محتدٍ تنمي إليهِ المحاتدُ |
أنا الزّائرُ الصّقرَ ابنَ سلْمى ، وَعِندَهُ | أُبَيٌّ، وَنُعْمَانٌ، وعَمْروٌ، وَوَافِدُ |
فأورثني مجداً، ومن يجنِ مثلها | بِحَيثُ اجْتَنَاها يَنقلبْ وهْوَ حامِدُ |
وَجَدّي خَطيبُ النّاس يَوْمَ سُميحة ٍ، | وعمي ابنُ هندٍ مطعمُ الطيرِ خالدُ |
ومِنّا قتيلُ الشِّعبِ أوْسُ بنُ ثابِتٍ، | شَهيداً، وأسنى الذِّكرَ مِنهُ المَشاهِدُ |
ومنْ جدهُ الأدنى أبي، وابنُ أمه | لأمّ أبي ذاكَ الشهيدُ المجاهدُ |
وفي كلّ دارِ ربة ٍ خزرجية ٍ، | وَأوْسِيّة ٍ لي في ذُرَاهُنّ وَالِدُ |
فما أحدٌ منا بمهدٍ لجارهِ | أذاة ً، ولا مُزْرٍ بهِ، وَهْوَ عَائِدُ |
لأنّا نَرَى حَقَّ الجِوَارِ أمَانَة ً، | ويحفظهُ منا الكريمُ المعاهدُ |
فَمَهْما أقُلْ مِمّا أُعَدِّدُ لمْ يَزَلْ | عَلى صدْقِه مِنْ كلّ قَوْميَ شَاهِدُ |
لِكُلّ أُنَاسٍ مِيسَمٌ يَعْرِفُونَهُ، | ومِيسَمُنا فينا القَوافي الأوابِدُ |
متى ما نسمْ لا ينكرِ الناسُ وسمنا، | ونعرفْ بهِ المجهولَ ممنْ نكايدُ |
تلوحُ بهِ تعشو إليهِ وسومنا، | كما لاحَ في سمرِ المتانِ المواردُ |
فَيَشْفِينَ مَن لا يُسْتَطاعُ شِفاؤهُ، | ويبقينَ ما تبقى الجبالُ الخوالدُ |
ويشقينَ منْ يغتالنا بعداوة ٍ، | وَيُسْعِدْنَ في الدّنيا بنا مَنْ نُساعد |
إذا ما كَسَرْنا رُمحَ رَايَة ِ شَاعِرٍ، | يَجِيشُ بِنَا مَا عِنْدَنا فَتُعَاوِدُ |
يكُونُ إذَ بَثّ الهِجَاءَ لِقَوْمِهِ | وَلاَحَ شِهابٌ مِن سَنَا الحَرْبِ وَاقِدُ |
كأشْقَى ثمودٍ إذْ تَعَطّى لِحَيْنِهِ، | عضيلة َ أمّ السقبِ، والسقبُ واردُ |
فوَلّى ، فأوْفى عاقِلاً رَأسَ صَخرَة ً | نمى فَرْعُها، واشتدّ منْها القوَاعِدُ |
فقالَ: ألا فاستمتعوا في دياركمْ | فقدْ جاءكمْ ذكرٌ لكمْ ومواعدُ |
ثلاثة َ أيامٍ منَ الدهرِ لمْ يكنْ | لهنّ بتصديقِ الذي قالَ رائدُ |