نحنُ حزبُ اللهِ من يلحقنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نحنُ حزبُ اللهِ من يلحقنا | حدنا جدٌّ وجدٌّ هزلنا |
أشهد الأسرار من أحبابه | من يشاء ولها أشهدنا |
فمتى أدرككمْ فينا عمى ً | سائلوا عنا الذي يعرفنا |
ذاكُم الله عظيمٌ جدَّه | يمنحُ الأسرارَ منْ شاءَ بنا |
ما أماكُنا رجالاً هتفتْ | بهم الوُرقُ بدوحاتِ منهى |
فرمينا جمرة َ الكونِ بها | فَرمَيْنا بمريشات الفنا |
وازْدَلفنا زُلفة َ الجمع فهل | أسمع القوم مناجاة المنى |
يا عبادي هل رأيتم ما أرى | يا عبادي هل بنا أنتم أنا |
خرسَ القومُ وقالوا : ربنا | أنت مولانا ونحن القرنا |
يا عباد الله سمعاً إنني | روحُ مولاكمْ أمينُ الأمنا |
أنا ماحي الكونِ من أسراركمْ | أنا سرٌّ الكنز ما الكنز أنا |
أنا جبريلُ هذي حكمتي | فاقرأوها تكشفوا ما كَمنا |
جئتُ بالتوحيدِ كي أرشدكم | فاقتنوا أنفسكم منْ أجلنا |
وخذوا عني فيكم عجباً | تجدوا السرَّ لديه علنا |
ميزوا الأحوالَ في أنفسكمْ | لا تكونوا كدعيٍّ فتنا |
إنَّ صحوَ العبد سكرانٌ بدا | عالم الأمرِ له فافتتنا |
كما أنّ المحوَ دعوى إنْ بدتْ | في محياه علامات الوَنَا |
قل إلى المثبتِ في أحوالهِ | طبتَ بالحق فكنتَ المأمنا |
ليست الهيبة خوفاً إنها | أدبٌ يعربهُ العذبُ الجنى |
حالها الإطرافُ منْ غير بكا | ووجودُ الجهدِ من غير عِنا |
وحليفُ الأنسِ طلقٌ وجههُ | إنْ تدلَّى لحبيب وَدَنا |
يرشد الخَلْقَ ويبدي رسْمَه | شاكراً واستمعوا إنْ أذنا |
صاحبُ القبضِ غريبٌ مفردٌ | إن رأى بسطاً عليه حزنا |
وخليلُ البسطِ يخفي غيرة ً | ضرّ باديه ويبدي المننا |
لا تراه الدّهرَ إلا ضاحكاً | تبصر الحسْنَ به قد قرنا |
صاحبُ الهمة ِ في إسرائهِ | سائر قد ذبَّ عنه الوَسَنا |
صاحبُ التوحيدِ أعمى ً أخرسٌ | لا أنا قالَ ولا أيضاً أنا |
يا عبيد النفسِ ما هذا العمى | لم تزالوا تعبدون الوثنا |
سقتمُ الظاهرَ من أحوالكمُ | ما لنا منكمْ سوى ما بطنا |
فاقتنوا للعلمِ من أعمالكم | علمَ فتحٍ واشربوه لبنا |
واخرجوا بالموتِ عن أنفسكم | تبصروا الحقَّ بكمْ مقترنا |
وانظروا ما لاحَ في غيركم | تجدوه فيكم قد ضمنا |