إذا يضيق بنا أمر ليزعجنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا يضيق بنا أمر ليزعجنا | نصبرُ فإنَّ انتهاءَ الضيقِ ينفرجُ |
بذاك خالقنا الرحمنُ عودنا | في كلِّ ضيقٍ له قد شاءه فرج |
ألا ترى الأرض عن أزهارها انفرجت | كما السماءُ لها في ذاتِها فرجُ |
والكونُ علوٌ وسفلُ ليسَ غيرهُما | والأمر بينهما بالنص مندرج |
وكلُّ شيءٍ منَ الأكوانِ نعلمُهُ | موحدا هو في القرآن مزدوجُ |
حتى الوجودُ الذي إليهِ مرجعنا | بما له من صفاتِ الكون يزدوج |
فليس يوجد فرد ليس يشفعه | شيءٌ سوى منْ لهُ التقسيمُ والدرجُ |
ذاك الإله الذي لا شيء يشبهه | من خلقه فبه الإصباح تتبلج |
وهوَ العزيزُ فلا مثلٌ يعادلُهُ | وإنما بمتابِ العبدِ يبتهج |
فكيفَ منْ هوَ محتاجٌ ومفتقرٌ | إلى أمورٍ بنا إنْ لمْ يكنْ حرجُ |
فلا يصحُّ على الإطلاقِ أنَّ لنا | حكمَ الغنى ولهذا فيهِ يندرجُ |
الحبُّ شاهد عدلٍ في قضيتنا | إذا الخلائق فيما قلته مرجوا |
همُ المصابيحُ في الظلماءِ إنْ ولجوا | كما هم العمى إنْ زالوا وإنْ خرجوا |
سبحانه وتعالى أنْ يحيطَ به | علماً عقولٌ لمَّا في ذاتهِ دلجُوا |
أما تراها على الأعقابِ ناكصة | لما رأت فنيتْ في ذلك المهج |
فليسَ يدركُ مجهولٌ حقيقتهُ | وفيه خلفٌ لأقوام لهم حجج |
لو أنهم نظروا في حسنِ صورته | قالوا بهِ قرنٌ قالوا بهِ فلجُ |
قالوا بعينيهِ في إبصارِهِ وطفٌ | قالوا بهِ كحلٌ قالوا بهِ دعجُ |
فما أقاموا على حالٍ وما جمعوا | عليه في علمهم فيه وما درجوا |
هذا معَ الخلقِ كيفَ الحق فاعتبروا | ما في بيوتِهمُ منْ نورِهِ سرجُ |