قد صح أنَّ الغنى لله والكرما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قد صح أنَّ الغنى لله والكرما | فما أبالي إذا ما حل بي عدم |
ليسَ التعجبُ منْ تأثيرِ قدرتهِ | عجبتُ إذْ أثرتْ في جودهِ الهممُ |
ليس الكريمُ الذي من نعته كرمٌ | إنَّ الكريمَ الذي منْ ذاتهِ الكرمُ |
ليس الكريمُ الذي يعطيك عن قدر | إنَّ الكريمَ الذي يعطي ويتهمُ |
ليس الكريمُ الذي يعطي بحكمته | إنَّ الكيم الذي تعطى بهِ الحكمُ |
إنَّ الكريمُ الذي يعطي ويغتنمُ | عين القبولِ ولا يُعطى ويحتكم |
من يطلبِ الشكر بالإنعام ليس له | ذاك التكرم فابحث أيها العلم |
غير الإله الذي أولى بنعمته | وكلّ من نعته الإيجاد والعدم |
إني ضربت حجاباً ليس يرفعه | سواهُ أوْ منْ بهِ الألبابُ تعتصمُ |
هذا الذي قلتهُ الألبابُ تجهلهُ | وليسَ تثبتهُ الأعرابُ والعجمُ |
به خُصصتُ على كشفٍ ومعرفة | ولم يكن فيه لي من قبل ذا قدم |
قد يلحقُ الناسَ في أقوالهم ندمٌ | وليسَ عندي فيما قلتهُ ندمُ |
لأنه المنطق الأعلى فكان له | عني التلفظُ والتعريفُ والكلمُ |
والعبد في عزلة ٍ عن كلِّ ما كتبتْ | كفٌّ لهُ أوهمتْ منْ كفهِ ديمُ |
ما في الوجودِ سواهُ فالوجودُ لهُ | لذاته وأنا الظلُّ الذي علموا |
لولاهُ ما نظرتْ عيني ولا سمعتْ | أذن لنا وبنا عليه قد حكموا |