منازلُ القرآنِ لا تعلمُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
منازلُ القرآنِ لا تعلمُ | إلا منَ اللهِ الذي يعلمُ |
منازلٌ ترجمها قولهُ | لسمع فهمي ولذا افهم |
فإنْ وعاها سمعُ أذني فلا | أفهمُ ما قال ولا أعلمُ |
كأنما أذني وسمعي إذا | شبهت شمس الصحو والأزمم |
وإنْ تعاليتَ لهُ فليقلْ | شمسُ الضحى تشرقُ والأنجمُ |
لو أنّ غير الحقِّ يأتي بها | ما علم القومُ ولا استفهموا |
وإنما جاء بها مرسَل | كأنهُ هوَ والورى نومُ |
سبحانَ من يعلمُ ما عنده | وعندكم وكله منكمُ |
إلا الذي يختصُّ من ذاتهِ | لذاته فما لنا نحلم |
عليه فيه إنه واحد | لا نسبٌ فيه فلا يقسم |
وإنما كلامنا في الذي | منه إلينا وله منهمُ |
منْ نسبٍ تظهرُ آثارها | يقبلها الطائعُ والمجرمُ |
وليس يأتي الأمر من فصه | إلا الشخيصُ الحادثُ الأقدمُ |
الكاملُ القرآن وهو الذي | مقامهُ في الناسِ لا يعلمُ |
وإنما الأعلم من سرَّه | يبدو إلى الناسِ ولا يكتمُ |
يدور في أعلامه عرشه | على ثمانٍ سرها مبهمُ |
حمالة ٌ للعرشِ تدرونها | وبعدها عشرونَ لا تعلمُ |
إلا إذا تضربها أربعا | في سبعة هناك يستلزم |
خارجها وإن تشأ أربعاً | في خمسته وهوَ الذي أرسمُ |
أقول تعظيما لإجلاله | سبحان من يعلم إذ نعلم |
الحمدُ لله الذي قالها | معلماً عبادهُ يمموا |
إذا بدأتمُ فبها فابدأوا | ثم بها من بعد ذا فاختموا |
فإنها تملأ ميزانكم | بذا أتى نصُّ الذي يعلمُ |
وهكذا يعطي مقاماً وفي | صحيحه جاء بها مسلم |
تعبدُ الناسُ لما عندهمْ | من فقر الدينار والدرهم |
هما التواقيع التي أبرزت | من حضرة ِ الحقِّ فلا تندموا |
من أجل ذا خرَّ لها ساجداً | من يتقي الله ومن يظلم |
يعذب الله بها عبدَه | إذا يشاء وبها يرحم |
درى بهذا السامريُّ الذي | صيرهُ عجلاً لهمْ منهمُ |
حتى إذا ما جاء موسى انتفى | في نفسهِ مما أتى عنهمُ |
وجاءَ عيسى للذي قالهُ | مصدِّقا تعضده مريم |
جلَّ إله الخلقِ عن خلقه | وهو بهم كان وقد جمجموا |
قلتُ لهمْ باللهِ لا تفضحوا | ولتعربوا الأمرَ ولا تعجبوا |
هيَ الإضافاتُ فلا تكفروا | بها وقولا الحقَّ واستعصموا |
فإنها الحقُّ ولكنه | ما كلُّ شخصٍ سرها يفهمُ |
تصاممَ الناسُ لشخصٍ أتى | مقرّراً أسرارها يفهم |
لوْ بادرَ الناسُ إليهِ لقدْ | أحياهمُ فإنه أعلم |