ألا إنني أرجو عوارفَ فضلٍ منْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا إنني أرجو عوارفَ فضلٍ منْ | يكون له التحميد في اليُسر والعُسرِ |
فإن كان عسر أطلقَ العبد حمده | على كلِّ حالٍ منهُ في نفعٍ أو ضرِّ |
وإن كان يسر قيد العبد حمدُه | كما جاءَ في الأنعامِ والفضلِ في اليسرِ |
بذا جاءتِ الأخبارُ في حمدِ سيدٍ | رسولٍ إمامٍ مصطفى صادقٍ بَرّ |
معلمِ أسبابِ السعادة ِ كلها | لكلِّ لبيبٍ عاقلٍ ماجدٍ حرّ |
أنا أسوة فيه كما قال ربنا | تلوناه في الأحزاب في محكم الذكر |
وفي غيرها فاعلمْ بأنكَ مقتدٍ | به متأسٍّ مؤمنٍ بالذي يجري |
نصحتكِ يا نفسي على كلِّ حالة | فقومي له فيها على قدم الشكر |
فإنَّ الذي يدعى عنِ الخلقِ في غنى | ونحن على ما نحن من حالة ِ الفقر |
ولي منه في الأحوال صحوٌ وسَكرة ٌ | إذا ما بدا لي في تجلٍّ وفي سترِ |
فأصبحوا إذا عمَّ التجلي وجودَهُ | وإن خصه بالذاتِ إني لفي سكر |
يخاطبني من كل ذاتِ عناية | بما شاءه في كلِّ نظم وفي نثر |
فنثري الذي يدريه ما هو من نثري | وشعري الذي أبديهِ ما هوَ من شعري |
هويته من كل شيء وجوده | وصحت به الآثار فانهض على أثري |
ترى الحق حقاً فاتبعه ولا تقل | إذا ما رأيتَ الحقَّ إني في خسرِ |
فما الناسُ إلا بينَ هادٍ ومهتدٍ | فمنهم إلى شامٍ ومنهم إلى مصرِ |
وهذي إشاراتٌ لمنْ كانَ عالماً | بما قلته في السرِّ كانَ أوْ الجهرِ |
إلهي لا تعدل بقلبي عن الذي | شرَعتَ من الإيمان بالنهي والأمر |
فما عندكمْ إلا وجودٌ محققٌ | وما عندنا إلا التبرِّي من الكفر |
لقد قررَ الإيمانُ عندي حقائقاً | تنافي براهينَ النهيِ من ذوي الفكرِ |
فحزت به كشفاً فعادت معارفاً | مطالعها في القلبِ كالأنجمِ الزهرِ |
فلا ريب عندي في الذي قد طعمته | من العلم بالله المقرَّر في صدري |
حييت به علماً وعقداً وحالة | هنا في حياتي ثم موتي وفي النشر |
لقيتُ بهٍ رباً كريماً بحضرة ٍ | منزهة علياء ماطرة النثر |