ألا إنَّ أمرَ الله أمرُ رسولهِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا إنَّ أمرَ الله أمرُ رسولهِ | فإنَّ رسولَ اللهِ عنهُ يترجمُ |
وما هوَ إلا واحدٌ بعدَ واحدٍ | يكونُ على شرعٍ بهِ اللهُ يحكمُ |
وذلكَ عينُ الحقِّ في كلِّ شرعة ٍ | ومنهاجهُ والكلُّ منهُ ومنهمُ |
على حسبِ الوقتِ الذي يقتضي لهُ | فيطلبهُ حالاً كما جاءَ عنهمُ |
فتختلفُ الآياتُ والأمر واحدٌ | فإنَّ الإله الحقَّ بالوقتِ أعلم |
وأعجبُ منْ هذا الكلامِ بنظرة ٍ | فيفهمُ عني ما أقولُ وأفهمُ |
وما ثَمَّ لفظَ يدركُ السمعَ حرفُه | وأدري بأني ناطقٌ ومكلِّم |
وما ثَم صوتٌ لا ولا ثم أحرف | كما قال قبلي ناظمٌ متقدِّم |
تكلمُ منا في الوجوهِ عيوننا | فنحنُ سكوتٌ والهوى يتكلمُ |
فألسنة ُ الأحوالِ أفصحُ ناطق | لها يسمعُ القلبُ الذكيُّ ويفهم |
علومُ رسولِ اللهِ ضربٌ منزهٌ | عنِ الحدِّ والتكييفِ والكلُّ معلمُ |
وكلُّ كلامٍ من حروفٍ تعينتْ | مخارجُها يدريه عُرْبٌ وأعجمُ |
سَماعاً ولا يدري الذي جاءهم به | إذا جهل للحن الذي هو مفهم |
إذا حكم المجلّي عليه بصورة | فمستلزمُ أحكامها فهيَ تحكمُ |
فلا تفزعنَّ إلا إليها فإنها | هي الحكم الأعلى الإمام المقدَّمُ |
ألا من هنا قدْ جاءَ في أيِّ صورة ٍ | يشاءُ إلهي ركَّب الخلقَ فاعلموا |
إذا قلتُ ذا حقٌّ فقل بحقيقة ٍ | بصاحبه إنَّ الحقائقَ تعصمُ |
بذا نطقتْ أرسالهُ عنْ شهودها | وما منهمُ إلا رسولٌ محكم |
وكيف يُرى حقٌّ بغيرِ حقيقة | لها في وجودِ الحقِّ حكمٌ مترجمُ |
حقيقة ُ عينِ الحقِّ رؤية ُ ذاتهِ | بها جوده يسدي إليَّ وينعمُ |
وما كونُ حقي غيرَ كونِ حقيقتي | ولكنِّها الألفاظُ بالفرقِ توهمُ |