ولما رأيت الكونَ يعلو ويسفلُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ولما رأيت الكونَ يعلو ويسفلُ | وبينهما الأمرُ الإلهيُّ ينزلُ |
علمتُ بأنَّ الحقَّ سورٌ وإنه | لما ضمنَ الكونينِ فيهِ مفصلُ |
يدبرُ أمراً منْ سماءِ وأرضها | وآياتُها للعالمينَ يفصلُ |
ويعرجُ ذاك الأمر للفصل طالباً | فيعدلُ فيهم ما يشاءُ ويفصل |
ولوْ قامَ فيهم عدلهُ عشرَ ساعة ٍ | لأهلكهم سيفٌ من الله فَيصل |
ولكنهُ روحُ التجاوزِ حاكمٌ | فيحكمُ فهمْ حكمَ منْ هوَ يغفلُ |
فإهماله إمهاله عن مُصابه | ولوْ حققَ التفتيشَ عنهم لزلزلوا |
وعلة هذا الأمرِ أنْ ليس فاعلٌ | سواه وأنَّ الحقَّ بالحقِّ يفعل |
فما كانَ منْ حمدٍ فحقٌّ محققٌ | وما كان من ذمٍّ فحقٌّ معللُ |
وما ثَم إلاَّ الحقُّ ما ثَم غيره | ولكنهم قالوا محقٌّ ومُبطِلُ |
يقولُ رسولُ الله يا رب فاحكمن | بذلكمُ الحقِّ الذي كنتَ ترسلُ |
وعلة هذا أنهم جحدوا الذي | أتتهُمْ بهِ أرسالُهُ وتعللوا |
فزادهم وهماً وغماً وحسْرة ً | خلالَ الذي ظنوهُ ذاكَ التعللُ |
فلوْ أنهمْ لمْ يكذبوهم وصدَّقوا | مقالتهم فيهم لكانوا به أولوا |
نجاة ً فإنَّ الاعترافَ مقامُهُ | إلى جانب العفو الكريم يهرولُ |
لقدْ حكمتْ في حالهم غفلاتهم | فلولا وجودُ العفوِ لمْ تكُ تهملُ |
فيا رب عفواً فالرجاء محققٌّ | وهذا الذي ما زلتَ مني تسألُ |