رأيتُ جارية ً في النومِ عاطلة ً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
رأيتُ جارية ً في النومِ عاطلة ً | حسناءَ ليسَ لها أختٌ منَ البشرِ |
ترنو إليّ بعينٍ كلها حَوَر | فمتُّ وجداً بها من ذلكَ الحورِ |
لمَّا نظرتُ إليها وهيَ تنظرني | فنيت حبالها من لذة ِ النظرِ |
وقلتُ للنفسِ يا نفسُ انظري عجباً | هذا الخيالُ فكيف الحس يا بصري |
انظر إلى لطفهِ وحسنِ صورتِه | بالفاء لأبالي منْ حضرة ِ الفكرِ |
ولتعتبرهْ وجوداً لمْ يقم عدمٌ | به ولا ندمٌ من صورة ِ البشر |
فإنها جنّة ُ المأوى لساكنها | وجنة ُ الخلدِ لا منْ جنة ِ النظرِ |
وتلكَ جنة ُ عدنٍ والكثيبُ بها | معَ الذي يحتوي عليهِ منْ صورِ |
هذي المعالي التي الأفكارُ تطلبها | وهيَ التي نالَ أهلُ الكشفِ بالنظرِ |
فأين غايتهم فيما ذكرت لكم | هذي الروائح من مسك لهم عطر |