لما قرأتُ كتاباً ليسَ في سيرِكْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لما قرأتُ كتاباً ليسَ في سيرِكْ | علمتُ أني جهلتُ الأمر من خبركَ |
إنْ كان جودُك قد عمَّ الوجودَ فما | في الكونِ حرفٌ تراه ليسَ في سيركْ |
أنت الوجودُ فما في الكونِ غيركمُ | أما وجودُك أو ما كان من أثرِك |
فالكلُّ أنتَ ومنكَ الأمرُ أجمعُهُ | إليكَ مرجعهُ في الآي من سورِكْ |
إن كنت عينكمُ ولم أكن فأنا | بكلِّ حالٍ لنا ما حلت عن نظرك |
بنا وصفتَ كما بكمْ وصفتُ أنا | فقلْ بلى أوْ نعمْ الكلُّ منْ قدركْ |
سبحان مَن مجدُه تعنو الوجوه له | والكلُّ هو فلمنْ تعنو على نظركْ |
عجبتُ من سبحاتِ الوجهِ يمنعها | سدلُ الستورِ عن الإحراقِ منْ بصركْ |
وليسَ يحرقُها أنوارُ وجهكمُ | كذاك ترجم ما أودعت في زبرك |
قل للذي أنتَ في الأكوانِ تطلبه | قدْ خبتَ واللهِ يا مغرورُ في سفركْ |
يا ربِّ هذا الذي ذكرتَ قصتهُ | بأنَّ نعمتكمْ نجتهُ في سحركْ |
ولمْ أنلْ حكمة ً غراء في سمرٍ | مثل التي نلتها في الليلِ من سمرك |
فاحفظ عليَّ علوماً أنت غايتها | واعصم عبيدَك يا الله من غيرك |
فقالَ لي منْ وجودي خيركمْ بيدي | وكلُّ ضرٍّ تراهُ فهوَ منْ ضرركْ |
ولسرُّ ليسَ إليكمْ هكذا نطقتْ | بهِ النصوصُ وما أدريهِ منْ فطرِكْ |