أرشيف المقالات

شرح النووي لحديث: كمل من الرجال كثير - النووي

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
صحيح مسلم :
2431 وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا وكيع ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر جميعا عن شعبة ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري واللفظ له حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة عن أبي موسى قال « قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير  مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وإن فضل  عائشة  على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام»
شرح النووي:
قوله صلى الله عليه وسلم : «( كمل من الرجال كثير ، ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون )» يقال : كمل بفتح الميم وضمها وكسرها ثلاث لغات مشهورات ، الكسر ضعيف .

قال القاضي : هذا الحديث يستدل به من يقول بنبوة النساء ونبوة آسية ومريم ، والجمهور على أنهما ليستا نبيتين ، بل هما صديقتان ووليتان من أولياء الله تعالى ، ولفظة ( الكمال ) تطلق على تمام الشيء وتناهيه في بابه ، والمراد هنا التناهي في جميع الفضائل وخصال البر والتقوى .

قال القاضي : فإن قلنا : هما نبيتان ، فلا شك أن غيرهما لا يلحق بهما ، وإن قلنا : وليتان لم يمتنع أن يشاركهما من هذه الأمة غيرهما .
هذا كلام القاضي ، وهذا الذي نقله من القول بنبوتهما غريب ضعيف ، وقد نقل جماعة الإجماع على عدمها .
والله أعلم .

قوله صلى الله عليه وسلم : «( وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )» قال العلماء : معناه أن الثريد من كل الطعام أفضل من المرق ، فثريد اللحم أفضل من مرقه بلا ثريد ، وثريد ما لا لحم فيه أفضل  من مرقه ، والمراد بالفضيلة نفعه ، والشبع منه ، وسهولة مساغه ، والالتذاذ به ، وتيسر تناوله ، وتمكن الإنسان من أخذ كفايته منه بسرعة ، وغير ذلك ، فهو أفضل من المرق كله ، ومن سائر الأطعمة .

وفضل عائشة على النساء زائد كزيادة فضل الثريد على غيره من الأطعمة .
وليس في هذا تصريح بتفضيلها على مريم وآسية ؛ لاحتمال أن المراد تفضيلها على نساء هذه الأمة .

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣