الحمدُ للهِ الذي أفضلا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
الحمدُ للهِ الذي أفضلا | بما بهِ أنعمَ في خلقهِ |
فالجودُ والأفضالُ منهُ على | عبادِه العاصين من خلقه |
يعلمهُ العالمُ من أوجهِ | معرفة العارفِ من أفقه |
وكلُّ من يهبط في علمه | بهِ يرى ذلكَ منْ حقهِ |
وجامعُ الكلِّ حضيضٌ به | أدرجه الرحمن في حقِّه |
فكلُّ ما يجري منْ أحكامِهِ | فإنها تجري على وفقه |
قدْ جمعَ العالمَ في حشرهِ | ليسألَ الصادقُ عنْ صدقهِ |
فإنْ أعادوهُ عليهِ فهمْ | ممنْ يرى الإشراقَ منْ شرقهِ |
أو ادَّعوا فيه لأعيانهم | والمدعي يصدقُ في نطقهِ |
وكلهم يصدقُ في حاله | وكلهم يأكل من رزقِه |
ما حاز منهم أحدٌ كله | بلْ كلهم منه على شقِّه |
الجنسُ في البدرِ وفي شمسهِ | ونجمهُ والفصلُ في برقهِ |
ما يعرفُ الحقَّ سوى شارب | يراهُ في الصفوِ وفي رتقهِ |
يعرفه العالم في حشرهم | يومَ وقوفِ الناسِ من رفقهِ |
يتبدرُ الناسُ إلى حوضهِ | وبعضهم يرويه من ودْقه |
هذي علومٌ إن تناولتها | كنتَ بها الواحدَ في خلقه |
فقلْ لمنْ يخلقُ أنفاسهُ | الخلقُ قبلَ الخلقِ في خلقهِ |