ألاَ ذَهَبَ المُحافِظُ والمُحامِي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألاَ ذَهَبَ المُحافِظُ والمُحامِي | وَمَانعُ ضَيْمِنَا يَوْمَ الخِصَامِ |
وأيقنتُ التفرُّقَ يومَ قالوا | تُقُسِّمَ مَالُ أرْبَدَ بالسِّهامِ |
وأرْبَدُ فارسُ الهَيْجَا إذا ما | تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بِالْخِيَامِ |
تَطِيرُ عَدَائِدُ الأشْرَاكِ شَفْعاً | وَوِتْراً والزَّعَامَة ُ لِلْغُلامِ |
كأنَّ هِجانَهَا، مُتَأبِّضَاتٍ | وفي الأقرانِ، أصورَة ُ الرُّعامِ |
وقدْ كان المُعصَّبُ يعتفيهَا | وَتُحْبَسُ عِنْدَ غاياتِ الذِّمامِ |
على فَقْدِ الحَرِيبِ إذا اعْتَرَاها | وعند الفضْلِ في القحمِ العظامِ |
خُبَاسَاتُ الفوارسِ كلَّ يومٍ | إذا لم يُرْجَ رِسْلٌ في السَّوَامِ |
إذا ماتَعْزُبُ الأنعامُ راحَتْ | عَلى الأيْتَام والكَلِّ العِيَام |
فيحمدُ قدرَ أربدَ مَنْ عَرَاهَا | إذا ما ذُمَّ أربَابُ اللِّحامِ |
وجارتُهُ إذا حلَّتْ إليْهِ | لها نَفَلٌ وَحَظٌّ في السَّنَامِ |
فإنْ تَقَعُدْ فَمُكْرَمَة ٌ حَصَانٌ | وإن تظعنْ فمحسنة ُ الكلامِ |
وإنْ تشرَبْ فنعم أخُو النَّدامى | كريمٌ ماجدٌ حُلْوُ النِّدامِ |
وفتيانٍ يَرَوْنَ المجدَ غُنْماً | صَبَرْتَ لحقِّهِم لَيْلَ التَّمامِ |
وإنْ بَكَرُوا غَدَوْتَ بمسمعِاتٍ | وأدْكَنَ عاتقٍ جَلْدِ العِصَامِ |
له زَبَدٌ على الناجُودِ وَرْدٌ | بماءِ المُزْنِ مِن رِيقِ الغَمَامِ |
إذا بَكَرَ النساءُ مُرَدَّفَاتٍ | حواسرَ لا يُجئنَ على الخدامِ |
يرينَ عصائِباً يركُضْنَ رهواً | سوابقهنَّ كالرجْل القيامِ |
كأنَّ سِرَاعَهَا مُتَوَاتِرَاتٍ | حَمَامٌ باكِرٌ قَبْلَ الحَمَامِ |
فَوَاءلُ يَوْمَ ذلك مَنْ أتَاهُ | كما وَألَ المُحِلُّ إلى الحَرَامِ |
بضربة ِ فيصلٍ تركتْ رئيساً | على الخدَّينِ ينحطُ غيرَ نامِ |
وكُلِّ فريغة ٍ عجلى رَمُوحٍ | كَأنَّ رَشَاشَهَا لَهَبُ الضِّرامِ |
تَردُّ المرءَ قَافِلَة ً يَدَاهُ | بعامِلِ صعدَة ٍ والنَّحْرُ دامي |
فودِّعْ بالسَّلام أبَا حُزيز | وقَلَّ وداعُ أرْبَدَ بالسلامِ |
يفضِّلُهُ شتاءَ الناسِ مجدٌ | إذا قُصِرَ الستورُ على البِرامِ |
فَهَلْ نُبِّئتَ عَنْ أخَوَيْنِ دَاما | على الأيّام إلاَّ ابْنَي شَمَامِ |
وإلاَّ الفَرْقَدَيْنِ وآلَ نَعْشٍ | خَوَالِدَ ما تَحَدَّثُ بانْهِدَامِ |
وكنتَ إمامَنا ولَنا نِظاماً | وكان الجَزْعُ يُحْفَظُ بالنِّظَامِ |
وليسَ الناسُ بعدَكَ في نقيرٍ | ولا هُمْ غَيْرُ أصْدَاءٍ وَهَامِ |
وإنَّا قَدْ يُرَى ما نَحْنُ فيه | وَنُسْحَرُ بالشرابِ وبالطعامِ |
كما سُحِرَتْ بِه إرَمٌ وعَادٌ | فأضْحَوْا مثْلَ أحْلامِ النِّيامِ |