عفَا الرَّسمُ أمْ لا، بعدَ حولٍ تجرمَا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عفَا الرَّسمُ أمْ لا، بعدَ حولٍ تجرمَا | لأسْماءَ رَسْمٌ كالصَّحيفة ِ أعجَما |
لأسماءَ إذْ لمّا تفتنَا ديارهَا | ولم نَخْشَ مِنْ أسْبابِهَا أنْ تَجَذَّمَا |
فَدَعْ ذا وَبَلِّغْ قَوْمَنَا إنْ لَقِيتَهُمْ | وهل يخطئنَّ اللومُ منْ كانَ ألْوَما |
مَوَالِيَنَا الأحْلافَ عَمْرَو بنَ عامرٍ | وآلَ الصموتِ أنْ نُفاثة ُ أحْجَمَا |
كلا أخَوَيْنَا قَدْ تَخَيَّرَ مَحْضراً | من المُنْحَنَى مِنْ عَاقِلٍ ثمَّ خَيَّمَا |
وَفَرَّ الوحيدُ بَعْدَ حَرْسٍ وَيَوْمِهِ | وحَلَّ الضِّبابُ في عليٍّ بنِ أسْلَما |
وودَّعَنا بالجلهتينِ مساحِقٌ | وصاحَبَ سيّارٌ حِماراً وَهَيْثَما |
وحيَّ السواري إنْ أقولُ لجمعهِمْ | على النأْيِ إلاَّ أنْ يُحَيَّ ويسلمَا |
فلما رأينا أن تُركنَا لأمرِنَا | أتيْنَا التي كانَتْ أحَقَّ وَأكْرَما |
وقُلْنا انتظارٌ وائتِمَارٌ وَقُوَّة ٌ | وَجُرْثُومَة ٌ عاديَّة ٌ لَنْ تَهَدَّمَا |
بحمدِ الإلهِ ما اجْتباهَا وأهلهَا | حميداً ، وقبلَ اليوم مَنَّ وَأنْعَمَا |
وقُل لابنِ عمرٍو ما ترى رأْيَ قومكمْ | أبا مُدْرِكٍ لَوْ يَأْخُذُونَ المُزَنَّما |
وَنَحْنُ أُناسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَة ٍ | صليبٌ إذا ما الدهرُ أجشم مُعظِمَا |
وَنَحْنُ سَعَيْنا ثمّ أدْرَكَ سَعْيَنَا | حُصَيْنُ بنُ عَوْفٍ بعدما كانَ أشْأَما |
وفكَّ أبَا الجَوَّابِ عمرُو بنُ خالدٍ | وما كانَ عنْهُ ناكِلاً حيثُ يمَّمَا |
ويومَ أتانا حيُّ عروة َ وابنِه | إلى فاتكٍ ذي جُرْأة ٍ قَدْ تَحَتَّمَا |
غداة َ دعاهُ الحارثانِ ومسهرٌ | فَلاقَى خَلِيجاً واسعاً غَيْرَ أخْرَما |
فإن تذكروا حسنَ الفروضِ فإننَا | أبانَا بأنواح القريطَين مأتمَا |
وإمّا تَعُدُّوا الصالحاتِ فإنني | أقُولُ بها حتى أمَلَّ وأسْأمَا |
وإنْ لم يكنْ إلا القتالُ فإننَا | نُقاتِلُ مَنْ بين العَرُوضِ وَخَثْعَمَا |
أبى خَسْفَنَا أنْ لا تَزَالُ رُوَاتُنَا | وأفراسُنَا يَتْبَعْنَ غَوْجاً مُحَرَّمَا |
يَنُبْنَ عَدُوّاً أوْ رَوَاجعَ منهُمُ | بَوانيَ مجداً أو كواسبَ مغنَما |
وَإنّا أُناسٌ لا تَزَالُ جيَادُنَا | تَخُبُّ بأعضاد المطيِّ مُخدَّما |
تَكُرُّ أحَاليبُ اللَّديد عَلَيْهمُ | وَتُوفى جِفانُ الضَّيْف مَحْضاً مُعَمَّما |
لَنَا مَنْسَرٌ صَعْبُ المَقَادَة فَاتِكٌ | شُجَاعٌ إذا ما آنسَ السِّرْبَ ألْجَمَا |
نُغيرُ بهِ طَوْراً وطوراً نَضُمّهُ | إلى كُلِّ مَحبوك من السَّرْو أيْهَمَا |
وَنَحْنُ أزَلْنَا طيِّئاً عَنْ بلاَدنَا | وَحلْفَ مُرَادٍ منْ مَذَانب تَحْتمَا |
ونَحْنُ أتَيْنَا حَنْبَشاً بابن عَمِّه | أبا الحصن إذْ عافَ الشرابَ وأقسَما |
فأبْلِغْ بَني بكرٍ إذا مَا لَقيتَهَا | عَلى خَيرَ ما يُلْقَى به مَنْ تَزَغَّمَا |
أبُونَا أبُوكُمْ والأواصِرُ بَيْنَنَا | قريبٌ، ولم نأْمُرْ منيعاً ليأثَمَا |
فإن تَقْبلُوا المعْرُوفَ نَصبرْ لحَقِّكُمْ | ولن يَعدَمَ المعروفُ خُفّاً وَمَنْسِمَا |
وإلاّ فَمَا بالمَوت ضُرٌّ لأهْله | ولم يُبقِ هذا الدهرُ في العيش مندمَا |