لِلّهِ نافِلَة ُ الأجَلِّ الأفْضَلِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لِلّهِ نافِلَة ُ الأجَلِّ الأفْضَلِ | ولَهُ العُلى وأثيتُ كلِّ مُؤتَّلِ |
لا يستطيعُ النّاسُ محوَ كتابِهِ | أنّى ولَيسَ قَضَاؤهُ بمُبَدَّلِ |
سَوَّى فاغْلَقَ دُونَ غُرَّة ِ عَرْشِه | سبعاً طباقً فوقَ فرعِ المنقَلِ |
وَالأرْضَ تَحْتَهُمُ مِهَاداً راسِياً | ثبَتَتْ خَوالِقُها بصُمِّ الجَندَلِ |
والماءُ والنيرانُ من آياتهِ | فيهنَّ موعظة ٌ لمنْ لم يجهلِ |
بَل كُلُّ سعِيكَ باطِلٌ إلاَّ التُّقَى | فإذا انقَضَى شيءٌ كأنْ لم يُفْعَلِ |
لو كان شيءٌ خالداً لتواءَلَتْ | عصْماءُ مُؤلِفَة ٌ ضواحيَ مأسَلِ |
بظُلُوفِها وَرَقُ البَشَامِ ودُونَها | صَعْبٌ تَزِلُّ سَرَاتُهُ بلأجدَلِ |
أوْ ذو زوائِدَ لا يُطافُ بأرضِهِ | يغْشَى المُهجهجَ كالذَّنوبِ المُرْسَلِ |
في نابِهِ عوجٌ يُجاوزُ شدْقَهُ | ويخالفُ الأعلى وراءَ الأسفلِ |
فأصابَهُ رَيْبُ الزَّمانِ فأصْبَحَتْ | أنيابُهُ مثلَ الزجاجِ النُّصَّلِ |
ولَقَدْ رَأى صُبحٌ سَوَادَ خَليلِهِ | من بينِ قائِمِ سيفِهِ والمِحمَلِ |
صَبَّحنَ صُبحاً حينَ حُقَّ حِذارُهُ | فأصابَ صُبحاً قائفٌ لم يَغْفَلِ |
فالتَفَّ صَفْقُهُما وصُبحٌ تَحتَهُ | بَينَ التُّرابِ وبَينَ حِنْوِ الكَلكَلِ |
ولقد جرى لبدٌ فأدركَ جريَهُ | رَيْبُ الزَّمانِ وكانَ غَيرَ مُثقَّلِ |
لمّا رأى لبدُ النسورَ تطايرتْ | رفعَ القوادمَ كالفقيرِ الأعزلِ |
مِنْ تَحْتِهِ لُقْمانُ يرْجو نَهضَهُ | وَلقد رَأى لُقمانُ أنْ لا يأتَلي |
غَلَبَ اللّيالي خَلْفَ آلِ مُحَرِّقٍ | وكمَا فَعَلْنَ بتُبَّعٍ وبِهِرْقَلِ |
وغَلَبْنَ أبْرَهَة َ الذي ألْفَيْنَهُ | قد كان خلَّد فوقَ غرفة ِ موكلِ |
والحارِثُ الحرَّابُ خلَّى عاقِلاً | داراً أقامَ بها ولَم يَتَنَقَّلِ |
تَجري خَزائِنُهُ على مَنْ نَابَهُ | مجْرى الفراتِ على فِرَاضِ الجدوَلِ |
حتى تحملَ أهلُهُ وقطينُهُ | وأقامَ سَيِّدُهُمْ وَلم يَتَحَمَّلِ |
والشّاعِرُونَ النّاطِقونَ أراهُمُ | سلكوا سبيل مرقِّشٍ ومهلهلِ |