أتَذْهَلُ بَعْدَ إنْذارِ المَنَايَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أتَذْهَلُ بَعْدَ إنْذارِ المَنَايَا | وَقَبْلَ النّزْعِ أنْبَضَتِ الحَنَايَا |
رويدك لا يغرُّك كيد دنيا | هي المرنان مصمية الرّمايا |
فإنّك سالك منها طريقاً | تُقَطَّعُ فِيهِ أرْقَابُ المَطَايَا |
أترجو الخلد في دار التفاني | وَأمْنَ السّرْبِ في خُطَطِ البَلايَا |
وتغلق دون ريب الدهر باباً | كَأنّكَ آمِنٌ قَرْعَ الرّزَايَا؟ |
وَإنّ المَوْتَ لازِمَة ٌ قِرَاهُ | لزُومَ العَهْدِ أعْنَاقَ البَرَايَا |
لنا في كل يوم منه غاز | له المرباع منا والصفايا |
بجيشٍ لا غبار لحجرتيه | قليل الرزء غرار السرايا |
مُغِيرٌ لا يُفَادي بالأسَارَى | وَسَابٍ لا يَمُنّ عَلى السّبَايا |
إذا قلنا أغبّ رأيت منه | كميشَ الذّيْلِ يَطّلِعُ الثّنَايَا |
غَشُومُ النّابِ تَصْرِفُ ناجِذاهُ | إذا أبْقَى أحَالَ عَلى البَقَايَا |
يُطِيلُ غُرُورُنَا مُهَلَ الأمَاني | وننسى بعده عجل المنايا |
وهذا الدهر تحدوني يداه | حداء الطلح بالإبل الرذايا |
إذا ما قلت روّحْ عقر ظهري | من الإدلاج أغبط بالحوايا |
وَإنّ النّائِبَاتِ لَهَا حُمَاة ٌ | وإن كثر الرقاب والربايا |
إذا أبْطَأنَ بالغَدَوَاتِ فَاعْبَأ | قِرًى لِضُيُوفِهِنّ مَعَ العَشَايَا |
وَمِنْ عَجَبٍ صُدُودُ الحَظّ عَنّا | إلى المُتَعَمّمِينَ عَلى الخَزَايَا |
أسفّ بمن يطير إلى المعالي | وَطَارَ بِمَنْ يُسِفّ إلى الدّنَايَا |
تَرَى لَهُمُ المَزَايَا إنْ أرَمّوا | وَإنْ نَطَقُوا رَأيتَ لَنَا المَزَايَا |
غَباوَة ُ هاجرِ الدّنيا، وَكَيدٌ | وَلا كَيْدُ الفَوَاجِرِ وَالبَغَايَا |
وإنَّ ظهورهم لو كان نصف | مِنَ الأنْعَامِ أوْلى بالوَلايَا |
جرت بهمُ الحظوظ مع القدامى | وَأسْقَطَنَا الزّمَانُ مَعَ الرّدايَا |
ففاقوا في المراتب والمعالي | وَفُقْنَا في الضّرَائِبِ وَالسّجَايَا |
لهُمْ عَن مالِهِمْ نَفَحاتُ كَيدٍ | قِرَاعَ الدَّبْرِ ذادَ عَنِ الخَلايَا |
ذَمَمْنَا كُلّ مُرْتَجِعٍ عَطاءً | وَلمْ يُعْطُوا، فيَرْتَجعُوا العَطايَا |
فَلَوْلا اللَّهُ لارْتَابَتْ قُلُوبٌ | بَقَاضٍ لا يُجَوَّرُ في القَضَايَا |