بَهَاءُ المُلْكِ مِنْ هذا البَهَاءِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
بَهَاءُ المُلْكِ مِنْ هذا البَهَاءِ | وَضَوْءُ المَجدِ مِنْ هذا الضّيَاءِ |
وما يعلو على قلل المعالي | احق من المعرّق في العلاء |
ولا تعنو الرعاة لذي حسام | إذا مَا لمْ يكُنْ راعي رُعَاءِ |
وما انتظم الممالك مثل ماض | يتم له القضاء على القضاء |
اذا ابتدر الرهان مبادروه | تمطر دونهم يوم الجزاء |
وَإنْ طَلَبَ النّدى خرَجَتْ يَداه | خُرُوجَ الوَدقِ من خلَلِ الغَماءِ |
حَذارِ، إذا تَلَفّعَ ثوبَ نَقْعٍ | حَذارِ، إذا تَعَمّمَ باللّوَاءِ |
حذار من ابن غيطلة مدل | يَسُدّ مَطالِعَ البِيدِ القَوَاءِ |
إذا ألقَى عَلى لَهَوَاتِ ثَغْرٍ | يدي غضبان مرهوب الرواء |
تَمُرّ قَعاقِعُ الرِّزّيْنِ مِنْهُ | كمَعمَعَة ِ اللّهيبِ مِنَ الأبَاءِ |
وَمِطرَاقٍ عَلى اللّحَظاتِ صِلٍّ | مَريضِ النّاظِرَينِ مِنَ الحَيَاءِ |
تنكس كالاميم فان تسامى | مضى كالسهم شذ عن الرماء |
وَما يُنجي اللّديغَ بهِ تَداوٍ | وَقَدْ أمسَى بداءٍ أيِّ داءِ |
ولا قضب الرجال الصيد فضلاً | عَنِ الأصواتِ في حَليِ النّساءِ |
وَيَوْمُ وَغًى عَلى الأعداءِ هَوْلٌ | تماز به السراع من البطاء |
رَمَيتُ فُرُوجَهُ حتى تَفَرّى | بايدي الجرد والاسل الظماء |
فَمِنْ غُلْبٍ كَأنّهُمُ أُسُودٌ | على قب ضوامر كالظباء |
ومن بيض كأن مجرديها | يمرون الاكف على الاضاء |
نواحل لم يدع ضرب الهوادي | بها ابدا مكانا للجلاء |
ومن هاو ترنح في العوالي | وعار قد اقام على العراء |
وآخر مال كالنشوان مالت | بِهَامَتِهِ شَآبِيبُ الطِّلاءِ |
وعدت وقد خبأت الحرب عنه | إلى سِلْمِ الرّغائِبِ وَالعَطَاءِ |
فَيَوْمٌ للمَكَارِمِ وَالعَطَايَا | ويوم للحمية والاباء |
تَقُودُ الخَيلَ أرْشَقَ مِنْ قَناها | شوازب كالقداح من السراء |
بغارات كولغ الذئب تترى | على الاعداء بينة العداء |
عَزائِمُ كالرّياحِ مَرَرْنَ رَهواً | على الاقطار من دان وناءِ |
وَقَلبٌ كالشّجاعِ يَسُورُ عَزْماً | ويجذب بالعلى جذب الرشاءِ |
وكَفٌّ كالغَمامِ يَفيضُ حتى | يعمّ الارض من كلإ وماءِ |
وَوَجْهٌ مَاجَ ماءُ الحُسنِ فيهِ | وَلاحَ عَلَيْهِ عُنوانُ الوَضَاءِ |
يُشارِكُ في السّنى قَمَرَ الدّياجي | وَيَفضُلُهُ بزَائِدَة ِ السّنَاءِ |
وَمُعتَلجِ الجَلالِ نَزَعتَ عَنْهُ | على عجل رداء الكبرياء |
فأصْبَحَ خارِجاً مِنْ كُلّ عِزٍّ | خُرُوجَ العُودِ بُزّ مِنَ اللّحَاءِ |
وحزت جمام نعمته وكانت | غِماراً لا تُكَدَّرُ بالدّلاءِ |
برأي ثقف الاقبال منه | فأقدَمَ كالسّنَانِ إلى اللّقَاءِ |
اذا الشر القريب عليك فاقطع | بحد السيف قربى الاقرباء |
وكن ان عقك القرباء ممن | يميل الى الاخوة للاخاء |
فرب اخ خليق بالتقالي | وَمغتَرِبٍ جَدِيرٍ بالصّفَاءِ |
وَلا تُدْنِ الحَسُودَ، فذاكَ عُرٌّ | مَضِيضٌ لا يُعالَجُ بِالهِنَاءِ |
كَفاكَ نَوائِبَ الأيّامِ كَافٍ | طرير العزم مشحوذ المضاء |
امين الغيب لا يوكي حشاه | لآمنه على الداء العياء |
اقام ينازل الابطال حتى | تَفَلّلَ كُلُّ مَشهُورِ المَضَاءِ |
إزَاءَ الحَرْبِ يَعتَنِقُ العَوَالي | وَيَغتَبِقُ النّجيعَ مِنَ الدّمَاءِ |
إذا مَا قيلَ: ملّ، رَأيتَ منْهُ | نوازع تشرئب الى اللقاءِ |
فَجَرّبْني تَجِدْني سَيْفَ عَزْمٍ | يصمم غربه وزناد راءِ |
وَأسمَرَ شارِعاً في كُلّ نَحْرٍ | شرُوعَ الصِّلّ في يَنبُوعِ مَاءِ |
إذا عَلِقَتْ يَداكَ بهِ حِفَاظاً | ملأت يديك من كنز الغناءِ |
يُعاطيكَ الصّوابَ بلا نِفاقٍ | ويمحضك السداد بلا رياءِ |
جَرِيٌّ يَوْمَ تَبعَثُهُ لحَرْبٍ | وَقُورٌ يَوْمَ تَبحَثُهُ لرَاءِ |
اذا كان الكفاة لذا عبيدا | فَذا كَافي الكُفاة ِ، بِلا مِرَاءِ |
بهَاءَ الدّوْلَة ِ المَنصُورَ إنّي | دَعَوْتُكَ بَعْدَ لأيٍ مِنْ دعائي |
وكنتُ أظُنّ أنّ غِنَاكَ يَسْرِي | اليَّ بما تبين من غناءِ |
فلم انا كالغريب وراء قوم | لو اختبروا لقد كانوا ورائي |
بعيد عن حماك ولي حقوق | قواض ان يطول به ثوائي |
أأَبْلَى ثُمّ يَبْدُوا باصطِناعي | كفاني ما تقدم من بلائي |
وذبى عن حمى بغداد قدما | بفضل العزم والنفس العصاء |
غَداة َ أظَلّتِ الأقْطارُ مِنهَا | مضرجة تبزل بالدماء |
دُخانٌ تَلهَبُ الهَبَواتُ مِنهُ | مدى بين البسيطة والسماءِ |
صبرت النفس ثم على المنايا | الى اقصى الثميلة والذماء |
رَجَاءً أنْ تَفُوزَ قِداحُ ظَنّي | وَتَلْوِي بالنّجاحِ قُوَى رَجَائي |
ولي حق عليك فذاك جدي | قَدِيمٌ في رِضَاكَ وَذا ثَنَائي |
ومن شيم الملوك على الليالي | مجازات الولي على الولاءِ |
سيبلو منك هذا الصوم خرقاً | رَحيبَ الباعِ فَضْفاضَ الرّداءِ |
تصوم فلا تصوم عن العطايا | وَعَنْ بَذْلِ الرّغائِبِ وَالحِبَاءِ |
الا فاسعد به وبكل يوم | يفوقه الصباح الى المساءِ |
وَدُمْ أبَدَ الزّمَانِ، فأنْتَ أوْلى | بنى الدنيا بعارية البقاءِ |
عَلِيَّ الجَدّ، مُقَترِبَ الأمَاني | عزيز الجار مطروق الفناءِ |