من رأى أعيناً حذ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
من رأى أعيناً حذ | ـنَ الدّمُوعَ الجَوَارِيَا |
قد عرفن السهاد | ـتّى نَكَرْنَ اللّيَالِيَا |
تَتْبَعُ النّجْمَ نَظْرَة ٌ | والوميض اليمانيا |
كُلَّ يَوْمٍ يَجِدْنَ رَبْـ | ـعاً مِنَ الحَيّ خَالِيَا |
بدموع روائحا | وَدِمَاءٍ غَوَادِيَا |
إنْ تَرَ الطّرْفَ دامِعاً | فاعلم القلب داميا |
قُلْ لِوَادٍ عَلى الثّوِ | يّة ِ: حُيّيتَ وَادِيَا |
أينَ قَوْمٌ عَهِدْتُهُمْ | يَمْلَؤونَ المَقَارِيَا |
لا يُخَلّى غَدِيرُهُمْ | عن حيا الماء ظاميا |
لحَّبوا المجد وابتنوا | في المعالي مبانيا |
وَثَبُوهَا، وَغَيرُهُمْ | صعدوها مراقيا |
معشر إن بلوتهم | غَيْبَهُمْ وَالمَبَادِيَا |
كَرُمُوا أنْفُساً عظَا | ماً، وَرَاقُوا مَجَالِيَا |
وملوك قادوا الرؤ | س مطيعاً وآبيا |
لا يبالون في القيا | دِ الرقاب العواصيا |
وإذا اليوم قرّبوا | للطّعَانِ المَذاكِيَا |
اعجلوا الملجمات أو | رَكِبُوهَا عَوَارِيَا |
وسوا في ظهورها | يَعلَقُونَ النّوَاصِيَا |
كَأُسُودِ الشّرَى رَكِبـ | ـنَ الظّبَاءَ العَوَاطِيَا |
وإذا ما غدا فم الشـ | ـسِ بالنّقْعِ رَاغِيا |
حفظوا عورة العلى | وَرَقُوا للعَوَالِيَا |
كم رموا بالمطيّ تلك | ـكَ الحُزُونَ الفَيَافِيَا |
يَعْسِفُونَ الذُّرَى وَيَعْـ | ـتَسِفُونَ المَوَامِيَا |
جَمّلُوا شَحْمَة َ السّنَا | مِ، وَقَدْ كَانَ وَارِيَا |
كل صلّ يبيت في | مربأ النجم رابيا |
زَحَمَتْ مِنْهُمُ المَنُو | نُ الجِبَالَ الرّوَاسِيَا |
لم تخف منهمُ القنا | والدروع الأواقيا |
قلل للعلاءِ عا | دت ترابا وسافيا |
وعظام البلاءِ صا | روا عظاماً بواليا |
ومضوا معقبين إر | ثاً من المجدِ باقيا |
كُلّمَا أحْرَزُوا المَكَا | رم شادوا المعاليا |
فهمُ اليوم جيرة | لا يجيبون داعيا |
قرع الذل منهمُ | مَارِناً كَانَ حَامِيَا |
وَأنَاخُوا مُنَاخَ مَنْ | لم يرَ الدّهرَ ساريا |
طوّحتهم أيدي المنو | نِ الغُيُوبَ الأقَاصِيَا |
كَنِبَالِ القَارِيّ يَرْ | مي بِهِنّ المَرَامِيَا |
كنت من مجدهم | ـلُّ الذُّرَى وَالرّوَابِيَا |
وَإذا شِئْتُ زَاحَمُوا | بالقَنَا مِنْ وَرَائِيَا |
أقرَضُوني، مِنْ عِزّهمْ | وَازِنَ القَدْرِ وَافِيَا |
فجزوا إن قضيتهم | من يدي أو لسانيا |
وَإذا أعْوَزَ الجزَا | ءُ جَزَيْتُ القَوَافِيَا |
وأرى بعدهم موا | مق قومي مراميا |
ورجالاً قد أعبقوا | بِالبُرُودِ المَخَازِيَا |
إن لقوني أصادقاً | فَارَقُوني، أعَادِيَا |
مَا تَرَى النّاسَ كالبِهَا | مِ يُوَقِّعْنَ ضَارِيَا |
كُلَّ يَوْمٍ يُجَهّزُو | نَ إلى اللَّهِ غَازِيَا |
ويقودون ساليا | عَنْ قَلِيلٍ وَنَاسِيَا |
ريعة الذود قد أمـِ | نَّ على القربِ حاديا |
قَدْ رَجَعْنَا ضَوَاحِكاً | وَمَضَيْنَا بَوَاكِيَا |
وَتَرَى المَرْءَ إنْ رَأى | عارض الخطب رانيا |
خَافِقَ الجَأشِ نَاظِراً | مَنْ يُجيبُ الدّوَاعِيَا |
فَإذا انْجَابَ لَيْلُهُ | وَانْجَلَى عَنْهُ نَاجِيَا |
طرح الهمّ جانبا | وتمنَّى الأمانيا |
ما لهذا الزمان يلقي | ـقي عَلَيْنَا المَرَاسِيَا |
كُلَّ يَوْمٍ يَجْلُو عَلَيْـ | خطوباً عودايا |
كم طوى بالردى | صفيّاً لقلبي مصافيا |
ثالث الناظرين | عزّاً وللنفس ثانيا |
صار بالدمع آمراً | فِيهِ مَنْ كَانَ نَاهِيَا |
أغْتَدي مِنْهُ عَاطِلاً | بعد ما كنت حاليا |
عطل الكأس لا تحـ | سّ النديم المعاطيا |
إنْ تَفِضْ عَبرَتي تَجِدْ | كمد القلب باقيا |
رُبّمَا تَعْرِفُ الجَوَى | وترى الدمع غاليا |