ستعلمون ما يكون مني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ستعلمون ما يكون مني | إن مدّ من ضبعيّ طول سني |
أَأدع الدنيا ولم تدعني | يلعب بي عناؤها المعني |
نَاطِحَة ً بالجُمّ هَامَ القِرْنِ | نطاح روق الجازيّ الأغنِ |
وَسِعتُ أيّامي، وَلمْ تَسَعني | أفضل عنها وتضيق عني |
لمْ أنا مثل القاطن المبنّ | أسحَبُ بُرْدَيْ ضَرَعٍ وَأفْنِ |
وَلي مَضَاءٌ قَطَ لَمْ يَخُنّي | ضَمِيرُ قَلْبي وَضَمِيرُ جَفني |
أحصَلُ مِنْ عَزْمي على التّمَنّي | ليتني أفعل أو لواني |
راضٍ بما يضوي الفتى ويضني | أسّسَ آبَائي وَسَوْفَ أبْني |
قَدْ عَزّ أصْلي، وَيَعِزّ غُصْني | غنيت بالمجد ولم أستغنِ |
إن الغنى مجلبة ٌ للضن | وللقعود والرضا بالوهنِ |
الفقر ينئي والثراء يدني | وَالحِرْصُ يُشقي، وَالقُنوعُ يُغني |
إنْ كُنتُ غَيرَ قَارِحٍ، فإنّي | أبذّ جريَ القارح المسنِّ |
جْنِنْتُ بأساً، وَالشّجاعُ جِنّي | أثَارَ طَعْنَ الدّهرِ في مِجَنّي |
يشهد لي أنّ الزمان قرني | سَوْفَ تَرَى غُبَارَها كالدّجنِ |
قساطلاً مثل غوادي المزن | تَجرِي بضَرْبٍ صَادِقٍ وَطَعْنِ |
جَرْيَ عَزَالي المَطَرِ المُستَنّ | إن غبتُ يوماً عنك فاطلبنّي |
بَينَ المَوَاضِي وَالقَنَا تَجِدْني | أمامَ جَيشٍ كَجُنوبِ الرَّعْنِ |
جَوْنُ الذُّرَى أقْوَدُ مُرْجَحَنِّ | انفضّ عنه نقعه بردني |
لِتَعْرِفَنّي، وَلِتَعرِفَنّي | أيّامَ أقْني بالقَنَا، وَأُغْني |
أقرّ عين الفاقد المرنّ | عَسايَ أَنْفي الضّيمَ، أوْ لَعَنّي |
كم صَبرُ خافي الشّخصِ مُستجنِّ | منطمر من الأذى في سجنِ |
مرتهن بهمة تعنّي | يا لَيْتَهَا بِنَهْضَة ٍ فَدَتْني |
مِنْ قبْلِ أنْ يَغلَقَ يوْماً رَهني | متَى تَرَاني وَالجَوَادُ خِدْني |
وَالنّصْلُ عَيني وَالسّنانُ أُذْني | وأُمّيَ الدرع ولم تلدني |
أجرّ فضل ذيلها الرفنّ | ما احتبس الرزق فساء ظنّي |
ولا قرعت من قنوطِ سنّي | يا أيّهَا المَغْرُورُ لا تَهِجْني |
وعذ بإغضائيَ واستعذني | وَاحذَرْ عِداءَ قاطعٍ في ضِمْني |
يَنطِقُ عَنّي بِلِسَانٍ ضِغْني | نَبّهْتَ يَقظَانَ قَلِيلَ الأمْنِ |
مُخَرَّقَ الثّوْبِ بِطَعْنِ اللُّدْنِ | يا دَهرُ سَيفي مَعقِلي وَحِصْني |
والخوف يغري طلبي فخفني | يا ليت مقدورك لم يؤمني |
جَنَيتُ من قَبلُ وَسَوْفَ أجني | أثني يدي والعزم أن أثنّي |