أيا جبليْ نجد أبينا سقيتما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيا جبليْ نجد أبينا سقيتما | متى زالت الأظعان يا جبلان |
أناديكما شوقاً وأعلم أنه | وَإنْ طالَ رَجعُ القَوْلِ، لا تَعِيَانِ |
أقُولُ، وَقَدْ مَدّ الظّلامُ رِوَاقَه | وَألقَى عَلى هَامِ الرُّبَى بِجِرَانِ |
نَشَدتُكُما أنْ تُضْمِرَانيَ ساعة ً | لَعَلّي أرَى النّارَ التي تَرَيَانِ |
وَألقَى ، على بُعدٍ من الدّارِ، نَفحة ً | تذُمّ عَلى عَيني مِنَ الهَمَلانِ |
قفا صاحبيَ ايوم أسأل ساعة | ولا ترجعا سمعي بغير بيان |
هل الربع بعد الظاعنين كعهده | وهل راجع فيه عليَّ زماني |
وَهل مسّ ذاكَ الشِّيحَ عِرْنينُ ناشق | وَهَلْ ذاقَ مَاءً باللّوَى شَفَتَانِ |
لقدْ غَدَرَ الأظعانُ يوْمَ سُوَيقَة ٍ | وَيَدْمَى لذِكرِ الغادِرِينَ بَنَاني |
وَلا عجَبٌ، قلبي، كما هُنّ، غادرٌ | على أن أضلاعي عليه حواني |
لك الله هل بعد الصدود تعطف | وَهَل بَعدَ رَيعَانِ البعادِ تَداني |
وما غرضي أني أسومك خطة | كفاني قليل من رضاك كفاني |
وعاذلة قرط لأذنيَ عذلها | تَلُومُ، وَمَا لي بالسّلُوّ يَدانِ |
أعاذلتي لو أن قلبك كان لي | سلوت ولكن غير قلبك عاني |
ألا لَيتَ لي مِنْ ماءِ يَبرِينَ شَرْبة ً | ألذ لقلبي من غيرض لبان |
أداوي بها قلباً على النأي لم تدع | بهِ فتَكاتُ الشّوْقِ غيرَ حَنَانِ |
ولولا الجوى لم أبغ إلا مدامة | بطعنِ القنا إبريقها الودجان |
إذا سَكِرَ العَسّالُ مِنْ قَطَرَاتِها | سقيت حمياها أغرّ يماني |
وَلي أمَلٌ لا بُدّ أحمِلُ عِبئَهُ | على الجُرْدِ من خَيفانة ٍ وَحِصَانِ |
وَكُلّ رَعُودِ الشّفْرَتَينِ، كأنّهُ | سنى البرق أمَّا جدّ في اللمعانِ |
وَأسمَرَ هَزْهازِ الكُعوبِ، كأنّهُ | قَرَا الذّئبِ مجبولٌ على العَسَلانِ |
فإن أنا لم أركب عظيماً فلا مضى | حُسَامي وَلا رَوّى الطّعانَ سِنَاني |