أرشيف الشعر العربي

من رأى البرق بغوري السند

من رأى البرق بغوري السند

مدة قراءة القصيدة : 4 دقائق .
من رأى البرق بغوري السند في أدِيمِ اللّيلِ يَفرِي وَيَقِدّ
حَيْرَة المِصْبَاحِ تَزْهُوهُ الصَّبَا خَلَلَ الظّلْمَاءِ يَخْبُو وَيَقِدْ
كُلّمَا أنْجَدَ عُلْوِيّ السّنَا قام بالقلب اشتياق وقعد
تَقْصُرُ الآجَالُ مِنْ أعْدائِكُمْ ذاب دمع العين فيه وجمد
وَمَغَانٍ أنْبَتَ الحُسْنُ بِهَا هَيَفاً تَرْعَاهُ عَيْني، وَغَيَدْ
كلما عاود قلبي ذكرها لعب الدمع بجفني وجد
إنْ رِيمَ السّرْبِ أدْنَى لي الجَوَى ونأى بالصبر عني والجلد
بندى غضين غصن ونقا وَجَنَى عَذْبَينِ شَهْدٍ وَبَرَدْ
قل لزور الشيب اهلاً انه أخَذَ الغَيّ وَأعْطَاني الرَّشَدْ
طارق قوم عودي بالنهى بعد ما استغمز من طول الاود
وَقَرَ اليَوْمَ جُمُوحاً رَأسَهُ جَارَ مَا جَارَ طَوِيلاً وَقَصَدْ
ظَلّ لَمّاعٌ جَلاهُ بَارِحٌ بعدما ابرق حيناً ورعد
لا تَعُدَّ العَيْشَ شَيْئاً، إنّهُ نفس يقضي وأيام تعد
إنّمَا الأيّامُ يَوْمٌ وَاحِدٌ وَغُرُورٌ اسمُهُ اليَوْمَ وَغَدْ
يا قِوَامَ الدّينِ مُلّيتَ بِهَا دَوْلَة ً تَجْرِي إلى غَيْرِ أمَدْ
كَسِقَاطِ النّارِ أوْرَى قَدْحُهُ كلما فرعن النار وقد
أصْلُهَا يَطْلُبُ أعْمَاقَ الثّرَى وَذُرَاهَا يَطْلُبُ النّجْمَ صُعُدْ
كُلّمَا زَادَ عُلُوّاً فَرْعُهَا زَادَ مَسْرَاهَا قرَاراً وَوَطَدْ
كلما توهي طنبا من بيتها نوب الايام والجد وتد
انت اسيها إذا لج بها من اعاديها رداع وضمد
قَائِدُ الحَيْلِ تَسَاقَى بِالرّدَى تحت اسادٍ لها النقع لبد
تحسب الشوس على اكتادها فِلَقَ الجَنْدَلِ في مَاءِ الزّرَدْ
وَعَلى أرْبَقَ قَدْ أرْسَلَهَا كالقطا الجون يبادرن الثمد
وَبِيَمٍّ وَدَجُوهَا بِالقَنَا رُبّمَا داوَيْتَ مِنْ غَيرِ عَمَدْ
يوم أمسى من قناها ماطراً سال واديه من الطعن ومد
فص جمع الغي عن شدتها زأر الضيغم فانصاع النقد
وَنَجَا المَغْرُورُ مِنْ جَامِحِهَا مُفلِتَ الشّحمَة ِ حَلْقَ المُزْدَرِدْ
غاوياً يحلم بالملك وهل يغلب العير على بيت الاسد
اذكرونا يوم ذي قار وقد اقبلوه عارض الطعن برد
رُحِضَ الأغْلَفُ في تَيّارِهِ وَرَد العِلْجُ، وَمَا كَادَ يَرِدْ
يَصْطَلي نَارَ طِعَانٍ مَضّة ً اوقدت فيها نزار بن معد
سل صفيح الهند عن موقفه و بعين الشمس للنقع رمد
جر في دار الاعادي فيلقا كرغاء البحر يرمي بالزبد
فعلى الجو سقوف من قنا وَعَلى الأرْضِ قُطوعُ مِنْ جَسَدْ
أصْعَقَ الأعْداءَ حَتّى خِلْتُهُ زَفَيَانَ الرّيحِ يَرْمي بِالعَضَدْ
رَكْدَة ٌ عَنْ جَوْلَة ٍ تَحْسَبُهَا مرجل القين غلا ثم برد
مَا أضَلّ الرّمْحُ فِيها مِنهُمُ عثر السيف به فيما وجد
مِنْ بَني سَاسَانَ أقنًى ضُرِبَتْ حُجَرُ المُلْكِ عَلَيْهِ وَالسُّدَدْ
طلعت في كل افق شمسه هَلْ ترَى يختَصّ بالشّمسِ بلَدْ
مَا رَأيْنَا كَأبيهِ نَاجِلاً وَلَدَ النّاسَ جَميعاً بِوَلَدْ
إنْ يَكُنْ تَاجاً وَعَضْداً فابنُهُ دُرّهُ التّاجِ وَدُمْلُوجُ العَضُدْ
لاضحا ظلكم يوماً ولا مطل الاقبال فيكم ماوعد
و تفارطتم على رفه السرى مَوْرِدَ النّعمَاءِ وَالعَيشِ الرّغَدْ
وَغَدَا الجَدُّ جَمُوحاً بِكُمُ ماله عن غاية الايام رد
تقصر الاجال من اعداءكم وَيُطَالُ العَيْشُ فيكُمْ وَيُمَدّ
تنفد الغدران احياناً وما لعباب اليم ذي اللج نفد
جَعْجَعَ المَجْدُ بِكُمْ مَبرَكَهُ راضياً بالدار فيكم والبلد
و قباب الملك في اعطانها رُفِعَتْ مِنكُمْ بعادِي العَمَدْ
معشر فات المساعي سعيهم ضَلّ مَنْ كَاثَرَ رَمْلاً بِعَدَدْ
افسدوا الدهر على اولاده لا يُرَى مِثْلُهُم فيمَنْ وَلَدْ
يا مُعيدَ المَاءِ في عُودي، وَيَا مثبتي بعد اضطراب واود
ثَمَرِي اليَوْمَ لِمَنْ أوْرَقَني و اذا ما اورق الفرع عقد
كل يوم لك نعمي غضة تعقد الفخر باطواق جدد
رب منٍ بعد من منكم جَاءَ عَفْواً، وَيَداً مِنْ بَعدِ يَدْ
فاعتقدها ناظمات للعلى جامِعاتِ المَجدِ، وَالمَجدُ بَدَدْ
من مطايا الذكر لا يحسرها أبَداً وَعْثُ بِلادٍ وَجَدَدْ
عقد للمجد باق عينها أبَدَ الدّهْرِ، وَللمَجْدِ عُقَدْ
خارجيات بيادون المدى ولها فيك بواق وقعد

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (الشريف الرضي) .

اروم انتصافي من رجال اباعد

اذْهَبْ وَلا تَبْعَدَنَّ مِنْ رَجُلٍ!

أيَا شاكِياً مِنّي لذَنْبٍ جَنَيْتُهُ

أغَارُ عَلى ثَرَاكَ مِنَ الرّيَاحِ

تَزَوّدْ مِنَ المَاءِ النُّقاخِ، فلَنْ ترَى


ساهم - قرآن ٢