ما أقل اعتبارنا بالزمان
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ما أقل اعتبارنا بالزمان | وَأشَدَّ اغْتِرَارَنَا بِالأمَاني |
وَقَفَاتٌ عَلى غُرُورٍ وَأقْدا | مٌ عَلى مَزْلَقٍ مِنَ الحِدْثَانِ |
في حُرُوبٍ عَلى الرّدَى ، وَكَأ | نا اليوم في هدنة ٍ مع الأزمان |
وَكَفَانَا مُذَكِّراً بِالمَنَايَا | علمنا أننا من الحيوان |
كل يوم رزيئة في فلان | وَوُقُوعٌ مِنَ الرّدَى بِفُلانِ |
كم تراني أضلّ نفساً والهو | فَكَأنّي وَثِقْتُ بالوَخَدَانِ |
قُلْ لهَذي الهَوَاملِ: استَوْثقي للـ | ـسّيرِ وَاستَنشزِي عَنِ الأعطَانِ |
واستقيمي قد ضمك اللقم النـ | هج وغنى وراءك الحاديان |
كم محيد عن الطريق وقد صرّ | ح خلج البُرى وجذب العران |
نَنثَني جازِعينَ مِن عَدوَة ِ الدّهْـ | هر ونرتاع للمنايا الدواني |
جَفلَة ُ السّرْبِ في الظّلامِ وَقد زُعْـ | ـزِعَ رَوْعاً مِن عَدْوَة ِ الذُّؤبَانِ |
ثمّ نَنْسَى جُرْحَ الحِمامِ، وَإنْ كا | نَ رَغيباً، يا قرْبَ ذا النّسيانِ |
كلّ يوم تزايل من خليط | بالردى أو تباعدٌ من دان |
وسواء مضى بنا القدر الجـ | د عجولاً أو ماطل العصران |
يا لَقَوْمي لهَذِهِ الصّيلَمِ الصّـ | ـمّاءِ عَنّتْ، وَالنّازِلِ الأرْوَنَانِ |
هل مجيرٌ بذابل أو حسام | أو معين بساعد أو بنان |
مضرب من مضاربي فلّه الدّ | هر وغصن أبين من أغصاني |
نسب ضارب إلى هاشم الجو | دِ، وَفَرْعٌ نَامٍ إلى عَدْنَانِ |
حُفرَة ٌ أطبَقَتْ على وَاضِحِ الأثْـ | اب في المجدِ طيّب الأردان |
خلقٌ كالربيع روضه القطر | وصدر صافٍ من الأضغانِ |
وجنان ماض على روعة الخط | ب ونفس كثيرة النزوان |
لازمٌ شرعة الوفاء يرى حفـ | ـظَ التّصَافي دِيناً مِنَ الأدْيَانِ |
شيّعوه بالدمعِ يجري كما | شيّع غدواً بواكر الأظعان |
كل عين قريحة تتلقا | ه بواد من دمعها ملآن |
قَد مَرَرْنا عَلى الدّيارِ خُشُوعاً | وَرَأيْنَا البِنَى ، فَأيْنَ البَاني |
وجهلنا الرسوم ثم عرفنا | فَذَكَرْنَا الأوْطارَ بالأوْطَانِ |
جمحت زفرة بغير لجام | وَجَرَتْ دَمْعَة ٌ بِغَيرِ عِنَانِ |
فالتِفَاتاً إلى القُرُونِ الخَوَالي | هَلْ تَرَى اليَوْمَ غَيرَ قَرْنٍ فاني؟ |
أينَ رَبُّ السّديرِ وَالحِيرَة ِ البَيْـ | ـضَاءِ، أمْ أينَ صَاحِبُ الإيوَانِ؟ |
وَالسّيوفُ الحِدادُ مِنْ آلِ بَدْرٍ | والقنا الصم من بني الديان |
طَرَدَتهمْ وَقَائعُ الدّهْرِ عَن لَعْـ | لعلعِ طرد السفار عن نجران |
وَالمَوَاضِي مِنْ آلِ جَفْنَة َ أرْسَى | طُنُباً مُلكُهُمْ عَلى الجَوْلانِ |
لمْ يكُنْ غَيرَ قَبسَة ِ الفَرِقِ العَجْـ | كرع الظماء في الغدرانِ |
مِنْ أُبَاة ِ اللّعْنِ الّذِينَ يُحَيَّو | بها في معاقد التيجان |
تَتَرَاءاهُمُ الوُفُودُ بَعِيداً | ضَارِبِينَ الصّدورَ بالأذْقَانِ |
في رِيَاضٍ مِنَ السّمَاحِ حَوَالٍ | وَجِبَالٍ مِنَ الحُلُومِ رِزَانِ |
وَهمُ المَاءُ لَذّ للنّاهِلِ الظّمْـ | برداً والنار للحيران |
كل مستيقظ الجنان إذا | ـلَمَ لَيْلُ النّوّامَة ِ المِبطَانِ |
يغتدي في السّبابِ غير شجاع | ويرى في النزالِ غير جبان |
ما ثنت عنهمُ المنون يدٌ شو | كاء أطرافها من المرَّانِ |
عَطَفَ الدّهْرُ فَرْعَهُمْ، فَرَآهُ | بعد بعد الذرى قريب المجاني |
وَثَنَتْهُمْ بَعدَ الجِمَاحِ المَنايَا | في عنان التسليم والإذعان |
عطلت منهم المقاري وباخت | في حماهم مواقد النيران |
لَيسَ يَبْقَى عَلى الزّمَانِ جَرِيءٌ | في إبَاءٍ، وَعاجِزٌ في هَوَانِ |
لا شُبُوبٌ مِنَ الصُّوَارِ، وَلا أعْـ | ق يرعى منابت العلجمان |
لا وَلا خاضِبٌ مِنَ الرُّبْدِ يَختَا | ل بريطِ أحم غير يمان |
يَرْتَمي وُجْهَة َ الرّئَالِ، إذا آ | نس ولن الإظلام والإدجان |
نابلاً في مطامح الجوّ هاتيك | وذا في مهابطِ الغيطان |
لوْ لَوَى عَنكَ رَائعَ الخَطبِ ذَبٌّ | أوْ رَمَتْ دُونَكَ الحِمامَ يَدانِ |
لوقتكَ الردى نفوسٌ عزيزا | تٌ وَأيْدٍ مَليئَة ٌ بالطّعَانِ |
ورجال إذا دعوا غدوة الروع | عِ، وَقَدْ خَفّ جانبُ الأقرَانِ |
شمروا يطلبون ناشئة الصو | تِ، خَناذيذَ كالقنيّ اللّدانِ |
لا أغب الربيع تربك من نو | ر هجانٍ ومنظر أضحيان |
وحدا البرق كل يوم إليه | عجل القطر بالنسيمِ الواني |
في جبالٍ من الغمام كأنَّ الليل | يرمي رعانها برعان |
هَزِجَاتٌ مِنَ البُرُوقِ كأنّ الـ | البُلق فيها مجرورة الأرسان |
بعد ما كنّ كالشفوف تراهنّ | ـنّ خَفِيّاتٍ نَقِيّة َ الألْوَانِ |
نشوء مزنٍ كأنَّ في الأفقِ منه | نفس القين في الحسامِ اليماني |
أو كماويَّة الصناع علاها | صدأ اللون بعد طول صيان |
لاحَمَتْ بَيْنَهُ الرّيَاحُ فَأوْفَى | كمجر الأنقاء والكثبان |
تَمْتَرِيهِ هَوْجَاءُ مِنْ قِبَلِ الغَوْ | رين، نَزْعَ الدّلاءِ بالأشْطَانِ |
تَحفِزُ القَطرَ كلّما جَلجَلَ الرّا | عِدُ حَفْزَ الحَنِيّة ِ المِرْنَانِ |
كعياب الدروع أسمع ركض الخيل | ـخَيلِ فيها خَشاخِشَ الأبدانِ |
لَوْ تَرَاخَتْ تِلْكَ الرّيَاحُ لأرْسَلْـ | ـتُ رِيَاحَ الزّفِيرِ وَالإرْنَانِ |
لَوْ وَنَى ذَلِكَ الغَمَامُ لأطلَقْـ | مزاد الدموع من أجفاني |
فعليك السلام من خاشع النا | ظِرِ مُسْتَسْلِمٍ لريْبِ الزّمَانِ |
يَنظُرُ الدّهرَ بَعدَ يَوْمِكَ وَالنّا | س بعين وحشيَّة الإنسان |
ويرى الأنس لست من حاضريه | وَحشَة ً، وَالجَميعَ كَالوِحدانِ |
مُعطِياً للعِدا بهِ الوَاهِنَ الضّا | رِعَ بَعْدَ الأنْصَارِ وَالأعْوَانِ |
اذكرته أيام هذا التنائي | مامضى من أيام ذاك التداني |
أصدقائي أقاربي وأخلا | ئي قبيلي وأخوتي أخواني |
فامْضِ لا غَرّني الزّمَانُ بِعَهْدٍ | في خليل ولا بعقد ضمان |
قَد تُخَلّى النّفسُ الحَبيبَة ُ بالرّغْـ | بالرغمِ وقد يبعد القريب الداني |
صُرِفَ الطّرْفُ عنكَ لا عن تقالٍ | وَأُقِلَّ اللّقَاءُ لا عَنْ تَوَاني |