تأمُل أن تفرح في دار الحزن
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تأمُل أن تفرح في دار الحزن | وَتُوطِنُ المَنزِلَ في دارِ الظَّعَنْ |
هيهات يأبى لك جوَّال الرّدى | لبثَ المقيمين وخوان الزمن |
لا تَصْحَبَنْ دَهْرَكَ، إلاّ خائِفاً | فراق ألف ونبوّاً عن وطن |
وَكُنْ إلى نَبأة ِ كُلّ حَادِث | كالفرس الأروع صرار الأذن |
قام به الخوف ولم يرض بأن | قامَ عَلى أرْبَعَة ٍ حَتّى صَفَنْ |
خف شرها آمن ما كنت لها | إن الضنين لمكانٌ للظنن |
نَحْنُ مَعَ الأيّامِ في وَقَائِعٍ | من المقاديرِ وغارات تشن |
إن رماح الدهر يلقين الفتى | بغير عرفان الدروع والجنن |
داخِلَة ً بَينَ القَرِينَينِ، وَإنْ | لزَّا على الدهر بإمرار القرن |
ما استأخرت شداتها عن معشر | بَعدَ قطينِ اللَّهِ، أوْ آلِ قَطَنْ |
وَلا نَبَتْ أطْرَافُهَا عَنْ حَجَرٍ | من مضر ذاتِ القوى ولا اليمن |
رَمَتْ بَني ساسانَ عن مَرْبعِهمْ | رميَ المُغالي أمن الطير الثكن |
واستلبت تاج بني محرّق | بَعدَ قِيَادِ الصّعبِ مِن آلِ يزَنْ |
وصدعت غمدان عن مرضومة ِ | جَوْبَكَ بالمِقرَاضِ أثوَابَ الرَّدنْ |
وآل مروان غطّاهم موجها | لما نزتْ بآل مراوان البطن |
ثمّ بَنُو القَرْمِ العَتيكيّ، وَقَدْ | رَدّوا يَزِيدَ العَار مخلوعَ الرّسَنْ |
لاقَى خُبَيبٌ وَيَزيدٌ روقَهَا | من غيبة ماطرها القنا اللّدن |
أبَوْا إبَاءَ البُزْلِ فاقتَادَتْهُمُ | من المقادير مطاعات الشطن |
ألاّ ذَكَرْتَ، إنْ طَلَبتَ أُسوَة ً | ما يَضْمنُ الأسوَة َ للقَلبِ الضّمِنْ |
يوْمَ بني الصِّمّة ِ في عَرْضِ اللّوَى | وَيوْمَ بِسطامِ بنِ قَيسٍ بالحسَنْ |
ويوم خوّ أسلمت عتيبة | خَصَاصَة َ الدّرْعِ الذي كانَ أمِنْ |
أوْجَرَهُ رُمْحُ ذُؤابٍ طَعنَة ً | تَلغَطُ لَغْطَ الأعجَميّ لمْ يُبِنْ |
وَبالكَديدِ مُلتَقَى رَبِيعَة ٍ | تَحمي بُعَيدَ المَوْتِ آبارَ الظُّعُنْ |
كَأنّني لمْ تَبكِ قَبلي فَارِساً | عَينٌ، وَلا حَنّ فَتًى قَبلي وَأنّ |
هل كان كل النّاس إلا هكذا | ذو شجن باك لباك ذو شجن |
سَائِلْ بقَوْمي لِمْ نَبَا الدّهرُ بهم | عن غير ضغن ورماهم عن شزن |
لِمْ رَاشَهُمْ رَيشَ السّهامِ للعِدا | ثمّ بَرَاهم بالرّدى بَرْيَ السَّفَنْ |
وكيف أمسوا حفنات من ثرى | مِنْ بَعدِ ما كانوا رِعاناً وَقُنَنْ |
سوم السفا طاحت به في مرها | زفازف الريح وبوغاء الدمن |
هم أُجلسوا على الصفاح والذرى | إذْ رَضِيَ القَوْمُ بما تَحتَ الثَّفَنْ |
لهُمُ عَلى النّاسِ، وَما زَالَ لهُمْ | مشارف الرأس على جمعِ البدن |
عما عمٌ لمّا تزل أسيافهم | عمائم الصيد وأقياد البدن |
بالقَدَمِ الأُولى إلى شَأوِ العُلَى | والأذرع الطولى إلى عقد المنن |
كيف أماني للمُرامي بعدهم | من نُوَبِ الدّهرِ، وَقد زَالَ المِجنّ |
الداخلين البيت باباه القنا | على الخناذيذِ الطوال والحصن |
والفالقين الصّبح عن مغيرة | لهَا مِنَ النّقعِ ظَلامٌ مُرَجَحِنّ |
وَالضّارِبِينَ الهَامَ في مُشْعَلَة ٍ | لها بلا نار ضرام ودخن |
كَمْ فَاضَ في أبْيَاتِهِمْ مُنتجعٌ | يَقرِنُ بالنُّعمَى وَقِرْنٍ في قَرَنْ |
إذا تنادوا للقاء فيلق | تَداوَلُوا الأعناقَ من أسْرٍ وَمَنّ |
مَا دَرِنَتْ أعرَاضُهُمْ مِنَ الخَنا | ولا انجلت أسيافهم من الدرن |
كل عظيم منهمُ معجب | تَأذَنُ أبْوَابُ الغِنَى إذا أذِنْ |
ذُو نَسَبٍ تَستَخجِلُ الشمسُ بهِ | أصْفى على السّائغِ من ماءِ المُزُنْ |
له القدور الضامنات للقرى | مَبارِكُ البُزْلِ الجِرَارِ بالعَطَنْ |
من كل دهماء لها هماهم | تلقم البازل جمعاً كالفدن |
إنّ العِشَارَ لا تَقي مِنْ سَيْفِهِ | دماءها عام الجدوب باللبن |
أما ترى هذا الصفيح المجتلى | يُدرِجُنَا دَرْجَ الرُّمَيلِ المُمتَهَنْ |
كأنّما الناس به من ذاهب | وَوَاهِبٍ يَجرِي على ذاكَ السَّنَنْ |
مزبورة تطوى على أشطارها | يبطن باديها ويبدو ما بطن |
ما أعجَبَ النّاسَ الذي نَسكُنُهُ | يجمع ما بين الوهاد والقنن |
بين عظاميْ ملك وسوقة | لم يدر ما العز ونامٍ ويفن |
لو علم الناظر يوماً ما هما | أفظَعَه الخَطبُ، وَقال: مَن وَمَنْ |
أقسمت لا أنساهمُ ما طلعت | حمراء من خدرِ ظلامٍ ودجن |
أمَّا بكاءً بالدموع ما جرت | أو بالفؤاد إن أبى الدمع وضن |
أنكَرْتُ أفرَاحَ الزّمانِ بَعدَهُمْ | من طولِ بلوايَ بروعات الحزن |
زدن الرزايا فنقصن دفعة | وَوُطّنَ القَلْبُ عَلَيْهَا، فاطمأنّ |
قُل للزّمانِ: ارْحَلْ بهم من بازِلٍ | واحمل على غاربه فقد مرن |