ضربن إلينا خدوداً وساما
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ضربن إلينا خدوداً وساما | وقلن لنا اليوم موتوا كراما |
ولا تبركوا بمُناخ الذليل | يُرَحّلُهُ الضّيمُ عَاماً، فَعَامَا |
إلى كَمْ خُضُوعٌ لِرَيْبِ الزّمَانِ | قُعُوداً، ألا طَالَ هَذا مَنَامَا |
ولا أنف تحمي لهذا الهوان | ولا قلب يأنف هذا المقاما |
فإن رابكم ما يقول النصيح | فسالوا القنا واستشيروا الحساما |
وأَدنوا العليق إلى المقربات | تَقُلْ لَكُمُ لَيسَ إلاّ اللّجَامَا |
تيقظتمُ لدفاع الخطوب | فَلِم تتركون الأعادي نياما |
ألَسْنَا بَني البِيضِ مِنْ هاشِمٍ | أعزَّ جناباً وأوفى ذماما |
وَمَا تَفْتَلِينَا المَنَايَا غُلاماً | يُؤمَّلُ إلاّ افْتَلَيْنَا غُلامَا |
لنا كل مغترب في العلا | ءِ لا يطرق الحيّ إلا لماما |
وقد كان إن شمّ ضيماً أبى | فَمِنْ أينَ عُلّمَ هَذا الشَّمَامَا |
إلى الطّائِعِ العَدْلِ أعْمَلتُهُـ | سوم القطا يدّرعن الظلاما |
كَأنّي أرُوعُ بِهَا جِنّة ً | إذا التبست بالدجا أو نَعاما |
يَقُولُ الرّفَاقُ، إذا رَجّعَتْ | من الأين جرجرة أو بغاما |
لك الله جعجعْ بإنضائهنَّ | تعف السنام وتنق السلامى |
إلى أينَ خَلْفيَ أثْني العِنَانَ | إذا مَا وَجَدْتُ أمَامي إمَامَا |
إذا مَا أنَخْنَا إلى ابنِ المُطِيعِ | حَمِدْنَا السُّرَى وَأطَلْنَا المُقَامَا |
إمَامٌ تَرَى سِلْكَ آبَائِهِ | بُعَيْدَ الرّسُولِ، إمَاماً إمَامَا |
يعد لعليائه هاشماً | إذا ما الأذلاَّءُ عدوا هشاما |
من الراكزين كالرماح الطوا | لَ، وَالرّافِعِينَ العِمَادَ العِظَامَا |
إذا مَا بَنَوْا بَيْتَ أُكْرُومَة ٍ | أطالوا السموك ومدوا الدعاما |
مَعَ الشّمسِ قَدْ فَرَشُوهُ نجُوماً | مِنَ العِزّ أوْ ظَلّلُوهُ غَمَامَا |
كأنّك تلقى بدوراً تضيءُ | إذا طلعوا أو قروماً تسامى |
هم استيقظوا وحدهم للخطوب | فَقَامُوا بهَا، وَأنَامُوا الأنَامَا |
لَهُمْ نَسَبٌ كَاشِتبَاكِ النّجومِ | تَرَى للمَنَاقِبِ فِيهِ ازْدِحَامَا |
مُضِيءٌ كَشَعشَعَة ِ المَشرَفيّ | ينفي الظلام ويأبى الظِلاما |
يَزُرّ السّمَاحُ عَلَيهِ الشُّفُوفَ | وَيُلْبِسُهُ العِزُّ بَيْضاً وَلامَا |
عليه من الصطفى لامع | يُمِيطُ الأذَى وَيُجَلّي القَتَامَا |
إذا أنْشَأُوا للعِدَا عَارِضاً | أسال بواديهمُ أو أغاما |
وَبَاتُوا قَدِ اكتَحَلُوا بالطّعَانِ | وقد رجلوا بالنجيع الجماما |
وَطَارَتْ بقَلْبِهِمُ المُقْرَبَا | ت تركب أعقابهن القداما |
وَقَدْ طَوّحَ الألْمَعيُّ العِنَانَ | مِنَ الرّوْعِ، وَالأعوَجيُّ الحِزَامَا |
كأن الرماح بأعجازها | يَمَانِيَة ٌ تَسْتَهِلُّ الغَمَامَا |
شوَاحٍ مِنَ الطّعْنِ أفْوَاهَهَا | كمَا جَرتِ النّاصِحُونَ الجِلامَا |
رَمَوْا في بُيُوتِهِمُ جَمْرَة ً | أطالوا القعود لها والقياما |
إذا ذكروا الوتر حزوا الرقاب | وإن ذكروا العفو جزوا اللماما |
علاؤك أعظمُ من أن يرام | وَمَجْدُكَ أمْنَعُ مِنْ أنْ يُضَامَا |
وَأنْتَ المُعَظَّمُ في هَاشِمٍ | إذا ما بدا بادؤوه قياما |
وَأخْلَوْا لَهُ مُعْشِبَاتِ العَلا | ءِ يَرْعى الجميمَ وَيُسقى الجِمَامَا |
مشيتَ الراحَ وراح الذليل | ـلُ يُوصِدُ بَاباً، وَيُرخي قِرَامَا |
وَمَا كُنتُمُ، الدّهْرَ، إلاّ الرّعَاة َ | وَلا سَائِرُ الخَلْقِ إلاّ السَّوَامَا |
حَلَفْتُ بِهَا كَقِسِيّ النّبَا | عِ تَحسَبُ أعنَاقَهُنّ السّهَامَا |
كحافلة المزن آنستها | مسمّحة في قياد النُّعامى |
و كل فنيق إلى ناقة | يساقطها زبداً أولغاما |
وكل ابن ليلٍ على مُقرم | إذا مَا وَنَى زَاغَ مِنهُ الزّمَامَا |
وَللرّحْلِ لَحْيَانِ في دَفّهِ | إذا اجلَوّذَ اللّيْلُ لاكَ السّنَامَا |
يبيت كأن به أولقا | مِن السّيرِ، أوْ خابِلاً، أوْ عُدَامَا |
يُؤدّي أُشَيْعِثَ جَمَّ الهُمُومِ | حراماً يزاول أرضاً حراما |
كَنَصْلِ اليَمَانيّ أبْلَى القِرَابَ | وَمَا أضْمَرَ الغِمْدُ مِنهُ كَهَامَا |
يُبَيِّنُ للمَجْدِ في وَجْهِهِ | سُفُوراً، وَلمْ يَنضُ عَنهُ اللّثَامَا |
وكبّ الهديّ لأذقانه | يَؤمّ بِهِ زَمْزَماً وَالمَقَامَا |
تَخَالُ النّجيعَ لِهَذا صِداراً | إذا ما جرى ولهذا زماما |
لأنْتُمْ أعَزُّ عَلى مُهْجَتي | من الماء ينقع منه الأواما |
وَإنّي، وَإنْ كُنْتُمُ في البِلا | د أنأى دياراً وأبدى خياما |
ألَيسَ أبُوكُمْ أبي، وَالعُرُوقُ | تُخَلّطُ لَحْمي بِكُمْ وَالعِظَامَا |
نَبَتْنَا مَعاً، فَالتَقَيْنَا عُرُوقاً | بارض العلى واختلطنا رغاما |
إذا عَمّمَ المَجْدُ هَامَاتِكُمْ | كفانيَ لوثاً به واعتماما |
لَئِنْ كَانَ شَخصِيَ في غَيرِكُمْ | فَإنّ لِقَلْبيَ فيكُمْ مَقَامَا |
وَإنّ لِسَاني لَكُمْ وَالثّنَاءَ | وإنَّ ولوعي بكم والغراما |
وكنت زماناً أذود الملوك | عَنِ السّلْكِ رَقرَقتَ فيهِ النّظامَا |
أُرِيدُ الكَرَامَة َ لا المَكْرُمَاتِ | وَنَيلَ العُلى لا العَطايا الجِسامَا |
فَحُوزُوا العَقَائِلَ عَنْ خاطرِي | إلى مَ أماطلُ عنها إلى ما |
لَقَدْ طَالَ عَتْبي عَلى نَاظِرٍ | رأَى بارقاً غير دانٍ فشاما |
إلى كَمْ أُجَدّدُ وَجْدِي بكُمْ | وَأعْلَقُ مِنكُمْ حِبَالاً رِمَامَا |
أزيد معاقدها مرة | وَتَأبَى العَلائِقُ إلاّ انجِذَامَا |
وإني أعوذ بكم أن يعود | حبابي قلى ً وثنائي ملاما |
فَهَلْ صَافِقٌ، فَأبيعَ العِرَا | قَ غيرَ غَبينٍ وَأَشرِي الشّآمَا؟ |
إذا لَمْ أزُرْ مَطْلَعَ المَكْرُمَا | تِ قَدْ أخَذَ البَدْرُ فِيهِ التّمَامَا |
فَأُلْبِسُ عِطْفَيّ ذاكَ الجَلالَ | وَأُورِدُ عَيْنيّ ذاكَ الهُمَامَا |
فما أحفِل الخطب من بعدها | إذا جلّ بل لأ أبالي الحماما |
أتروى الغرائب من وردكم | وذودي على جانبيه يظامى |
فلا تنكروا قُلعة من فتى | أقام على مطلكم ما أقاما |
وإن يداً إن تردّوا السّلاما |