لِمَنْ دِمَنٌ بذي سَلَمٍ وَضَالِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لِمَنْ دِمَنٌ بذي سَلَمٍ وَضَالِ | بَلِينَ، وَكيفَ بالدّمَنِ البَوَالي؟ |
وَقَفْتُ بهِنّ لا أصْغي لِداعٍ | ولا أرجو جواباً عن سؤالي |
أيا دار الأُلى درجت عليها | حَوَايَا المُزْنِ وَالحِجَجُ الخَوَالي |
فأي حيا بأرضك للغوادي | وَأيُّ بِلًى بِرَبْعِكِ لِلّيَالي |
وبين ذوائب العقدات ظبيٌ | قصير الخطوفي المرط المذال |
رَبِيبٌ إنْ أُرِيغَ إلى حَدِيثٍ | نوارٌ أن أريد إلى وصال |
فَهَلْ ليَ وَالمَطَامعُ مُرْدِيَاتٌ | دُنُوٌّ مِنْ لَمَى ذاكَ الغَزَالِ؟ |
لَقَدْ سَلَبَتْ ظِبَاءُ الدّارِ لُبّي | إلا ما للظباء بها ومالي |
تنغصني بأيَّام التَّلاقي | معاجلتي بأيَّام الزّيال |
تحيفني الصدود وكنتُ دهراً | اروّع بالصدود فلا أبالي |
وكيف أفيق لا جسدي بناءٍ | عَنِ البَلْوَى ، وَلا قَلبي بِسَالي |
يرنحني إليك الشوق حتى | أميل من اليمين إلى الشمال |
كَمَا مَالَ المُعَاقِرُ عَاوَدَتْهُ | حميا الكأس حالاً بعد حال |
ويأخذني لذكركم ارتياح | كما نشط الأسير من العقال |
وَأيْسَرُ مَا أُلاقي أنّ هَمّاً | يغصصني بذا الماءِ الزلال |
فَلَوْلا الشّوْقُ ما كَثُرَ التِفَاتي | وَلا زُمّتْ إلى طَلَلٍ جِمَالي |
وإني لا أُوامق ثم إني | إذا وَامَقْتُ يَوْماً لا أُقَالي |
أنا ابن الفرع من أعلى نزارٍ | وَمَنْ يزن الأسافل بالأعالي |
نماني كل ممتعضٍ أبيٍّ | جَرَى طَلَقَ الجَموحِ إلى المَعَالي |
مَنَ القَوْمِ الأُلى مَلَكُوا رِقَابَ الأ | الأواخر واختلوا قمم الأوالي |
إذا بسطوا الخطا سحبوا رقاق | البرود على الرقاق من النعال |
وَإنْ قُسِمَتْ بُيُوتُ المَجدِ حازُوا | فناء البيت ذي العمد الطوال |
وإنَّهُم لأَعنف بالمذاكي | محاضرة وأقرع بالعوالي |
افظ من الأسود فإِن أنالوا | رأَيت أرق من بيض الحجال |
يخف عليهمُ بذل الأيادي | وَقَدْ أثْقَلْنَ أعْنَاقَ الرّجَالِ |
بني عمِّي وعزّ على يميني | مِنَ الضّرّاءِ مَا لَقِيَتْ شِمَالي |
أعود على عقوقكم بحلمي | إذا خطر العقوق لكم ببالي |
أرُوني مَنْ يَقُومُ لَكُمْ مَقامي | أرُوني مَنْ يَقُولُ لَكُمْ مَقَالي |
وَمَن يَحمي الحَرِيمَ مِن الأعادي | ومن يشفني من الداءِ العضال |
يُشَايِحُ دُونَكُمْ يَوْمَ المَنَايا | وَيَرْمي عَنكُمُ يَوْمَ النّضَالِ |
سَأبلُغُ بالقِلَى وَالبُعْدِ عَنكُمْ | مَبَالِغَ لَيسَ تُبلَغُ بِالألالِ |
فَمَنْ لا يَستَقِيمُ عَلى التّصَافي | جَدِيرٌ أنْ يُقَوَّمَ بالتّقَالي |
وَأحسَبُ أنْ سَيَنفَعُني انتصَارِي | إذا مَا عَادَ بالضّرَرِ احتِمَالي |
أكيدا بعد أن رفعت منارى | وَأرْسَتْ في مَقَاعِدِهَا جِبَالي |
وشد المجد أطنابي إليه | ومد على جوانبه حبالي |
وَتَمّ عَلاؤكُمْ بي بَعدَ نَقصٍ | تَمَامَ الحَضْرَمِيّة ِ بالقِبَالِ |
وَمَا فَضْلي عَلى قَوْمي بِخَافٍ | كما فضل القريع على الأفال |
وَإني إنْ لَحِقْتُ أبي جَلالاً | فَهَذي النّارُ من ذاك الذُّبَالِ |
وَأينَ القَطْرُ إلاّ للغَوَادي | وأين النور إلا للهلال |
أصون عن الرجال فضول قولي | وأبذل للرجال فضول مالي |
وَرُبّ قَوَارِصٍ نكَتَتْ جَنَاني | أشَدّ عَليّ مِنْ صَرْدِ النّبَالِ |
صَبَرْتُ لهَا، وَلمْ أرْدُدْ مَقَالاً | فكان جزاء قائلها فعالي |
وجاذبني على العلياءِ قومٌ | وما علموا بأن جميعها لي |
لَئِنْ نِلْتُ الكَوَاكِبَ في عُلاها | لقد أبقيت فضلاً من منالي |
حَلَفْتُ بِها كَرَاكِعَة ِ الحَنَايَا | خَوَابِطَ للجَنَادِلِ وَالرّمَالِ |
مهدمة العرائك من وجاها | تُعَاضُ مِنَ الغَوَارِبِ بالرّحَالِ |
إلى البلد الحرام معرضات | لإجراءِ الطلى بدم حلالِ |
لِيَعْتَسِفَنّ هَذا اللّيْلَ منّي | أُشَيعِثُ، عَابُ لِمّتِهِ الغَوَالي |
خفيف الحاذ يشغله سراه | زَمَاناً، أنْ يُفَكّرَ في الهُزَالِ |
وممترق إلى العلياءِ حتى | يُجَاوِزَ مَدَّ غَايَة ِ كلّ عَالِ |
فإن أنا لم أقم فيها فقامت | على قبري النوادب بالمآلِ |