قعد الراضون بالذلّ فقمْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قعد الراضون بالذلّ فقمْ | إنما الماضي إذا همّ عزم |
ما مقامي غير ممضي نية | دائِباً أهْدُرُ كَالفَحْلِ السّدِمْ |
أعرِضُ الآمَالَ مَشْغُوفاً بهَا | ثم انساها إذا الخطب ألم |
طَالَ لَبْثي سَادِراً في غُمّة ٍ | وقديماً كنت فرَّاج الغمم |
لا ألوم الهم إن لازمني | فهموم المرء يبعثن الهمم |
لست بالواني ولكنّي فتى | ظلمتهُ نائبات فانظلم |
وَزَمَانٌ شُرّعٌ أنْيَابُهُ | أبَداً، يَعرُقُنا عَرْقَ السَّلَمْ |
المعازيل كرام عنده | وَالمَناجِيبُ كمَلفُوظِ العَجَمْ |
خَضَعَ الدّهْرُ لَنَا ثمّ نَبَا | وكذا الدهر إذا ساف عذم |
أنَا مِنْ أبْنَائِهِ في مَعْشَرٍ | يَتَوَاصَوْنَ بِإخْفَارِ الذّمَمْ |
إن طواني الغيب عن ألحاظهم | مَزّقُوا عِرْضِيَ تَمْزِيقَ الأدَمْ |
لا يلاقونيَ إلا خائضاً | أخْطُمُ الأقْوَالَ مِنْهُمْ وَأزُمّ |
إنْ تَرَاني مُطْرِقاً عَنْ سَوْرَة ٍ | كَقُبُوعِ الصِّلّ أُغضِي وَأُرِمّ |
فهمومي ساعيات جهدها | ليس كل السعي يوماً بالقدم |
قد يجيب العزّ من أقعده | عَنْ طِلابِ العِزّ خَوْفٌ وَعَدَمْ |
ويجيب الطالب المثري وقد | يُدرِكُ الشّأوَ أخُو العَجزِ الهَرِمْ |
أبقَتِ الأيّامُ مِنّي صَعْدَة ً | تذبن العاجم عنها إن عجم |
وإذا زعزعها الدّهر سمت | لدنة ً تنمى على طول القدم |
لَسْتَ للزّهْرَاءِ إنْ لَمْ تَرَها | كوعول الهضب يعجمن اللجم |
تُستَجَنُّ البِيدُ مِنْ فُرْسَانِهَا | بين بغداد إلى أرضِ الحرام |
بعجاج يملأُ الأفق دجى | وطعان يخضب الأرض بدم |
شُرَّعاً تَفْتَرُّ عَنْ أعْنَاقِهَا | قُلَلُ القُورِ وَغِيطَانُ الأكَمْ |
كالرّدى أقدم والغيث همى | والدجا طبق والسيل هجم |
حَامِلاتٍ كُلّ غَضْبَانٍ بِهِ | من لمامِ الغيظ مس ولمم |
كالصقورِ الغلب ألحاظهمُ | كالجُذَى يَلمَعنَ من خَلفِ اللُّثمْ |
بددوا ما جمع البأس لهم | بِأنَابِيبِ العَوَالي في الكَرَمْ |
لستُ بالعاذر جدي إن هوى | وَجُدُودِي في العُلى أعلى الأُمَمْ |
وَبَنَاني خُلِقَتْ أطْرَافُهَا | عَقِباً للرّمحِ، طَوْراً، وَالقَلَمْ |
يُرى مثليَ إلاَّ طالباً | ذُرْوَة َ المِنبَرِ أوْ قَعرِ الرَّجَمْ |
طامح الرّأس على أعواده | أوْ عَلى عَاليَة ِ الرّمحِ الأصَمّ |
خُطّة ٌ: إمّا عَلاءً، أوْ رَدًى | معجليأ أقرع السّن النّدم |
بنْ من الناسِ بعزّ وعلى ً | سَتُسَاوِيهِمْ غَداً بَينَ الرّمَمْ |
هَبْنيَ الرّمْحَ بِكَفّيْ فَارِسٍ | بَطَلٍ أكْرَهَهُ حَتّى انحَطَمْ |
هَبْنيَ العَضْبَ ذَليقاً حَدُّهُ | ثَلّمَ البِيضَ ضِرَاباً وَانْثَلَمْ |
أتُرَاني دُونَ مَنْ رَامَ العُلَى | في اللّيَالي مُنذُ عَادٍ وَإرَمْ |
وَدَنيٌّ ضَارِعٌ عَنْ أمْرِهِ | أخَذَ العُرْبَ بتِيجَانِ العَجَمْ |
كَمْ أبٍ لي جَدّ في إحْرَازِهَا | يحرق الناب عليها وابن عم |
طَلَبُوهَا فَهَوَى بَعْضُهُمُ | ورمى بعضٌ إليها فغنم |
صَبَرُوا فيهَا عَلى كُلّ أذًى | ولقوا من دونها كلَّ أَلم |
إنْ يَكُنْ مُلْكٌ، فمِثْلي نالَهُ | أوْ يَكُنْ حَتْفٌ، فإنّي لمْ أُلَمْ |
إنّما يهلكُ مني ماجد | يولغ السيف عراقيب النّعم |
ناقص الأموال في بذلِ النّدى | زائد الخطو إلى ضربِ القمم |
نَحْنُ قَوْمٌ قَسَمَ اللَّهُ لَنَا | بالرزايا ورضينا بالقسمِ |
إنّمَا قَصّرَ مِنْ آجَالِنَا | إننا نأنف من موتِ الهرم |
نِصْفُ عَيشِ المَرْءِ حُلمٌ، وَالذي | يَعقِلُ العَاقِلُ مِنْهُ كالحُلُمْ |