ثوّرتها تنتعل الظّلاما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ثوّرتها تنتعل الظّلاما | لا نَقْوَ أبْقَينَ وَلا سُلامَى |
قُوداً، إذا اللّيلُ بِهَا تَرَامَى | مَرَقْنَ مِنْ ظَلْمَائِهِ سِهَامَا |
تُرَجِّعُ الحَنِينَ وَالبُغَامَا | شكوَى المرِيضِ ماطَلَ السّقامَا |
أعلقتها من الندى زماما | لا واهن العقد ولا رماما |
أي غِيَاثَ الخَلْقِ وَالقِوَامَا | إنّ بِأرْجَانَ لَنَا غَمَامَا |
هَا أوْشِكي أنْ تَرِدي الحِمَامَا | غمراً يزيد لجه التطاما |
إن ناطح الأكراد والأرواما | يُرَوّحُ الإحسَانَ وَالإنْعَامَا |
إذا الرّجَالُ رَوّحُوا الأنْعَامَا | قوّم درء الدين فاستقاما |
قَدْ وُلِدَ المَجْدُ لَهُ تَمَامَا | إذا رَأيْنَا المَلِكَ الهُمَامَا |
نرى سريراً يحمل الأناما | والسؤدد القدامس القداما |
إن على أعواده الضرغاما | تُخدجُ من هيبته السلاما |
تَعنُو المُلُوكُ حَوْلَهُ إعْظَامَا | نستكثر اليوم له القياما |
أسداً تراها عنده بهاما | شُلتْ يد الجاذب ماذا راما |
مِنْ بَازِلٍ قَدْ مَنَعَ الخِطَامَا | وَأعْجَزَ الوِرَاكَ وَالزّمَامَا |
لا يَعْرِفُ الرّحْلُ لَهُ سَنَامَا | ولَّى الأعادي منكباً حطَّاما |
يَوْمَ الضِّغَاطِ يَأمَنُ الزّحَامَا | من معشر تفرعوا الأعلاما |
مطاولا مجدُهم الأياما | حلّوا القصور البيض والأطاما |
يخالطون الشرب والمداما | والعازفات الغر والندامى |
كَرَائِماً لاقَيْنَهُمْ كِرَامَا | حَتّى إذا يَوْمُ الرّدَى أغَامَا |
مُحْتَزِماً قَدْ لَبِسَ القَتَامَا | رَأيْتَهُمْ ضَرَاغِماً تَسَامَى |
عَلى الجِيَادِ تُعْلَفُ الإلجَامَا | في البيد لا ظلّ ولا خياما |
غَدَوْا يُبَارُونَ بِهَا النّعَامَا | مرابعين الحامل الهمهاما |
مِنْ كُلّ أقنى يَنفُضُ اللّجَامَا | كالنّصْلِ إلاّ الفُوقَ وَاللّؤامَا |
إنْ قَعَدَ الخَطْبُ إلَيْهِ قَامَا | حَتّى يُرَوّي الرّمحَ وَالحُسَامَا |
يُقظانُ مُذْ ذُمَّ الكَرَى ما نامَا | قَدْ بَعَثُوهُ شَائِماً، فَشَامَا |
مِنْ مَقْبِسِ المَجدِ لهُمْ ضِرَاما | جَاءَ بِهِ يَضْطَرِمُ اضْطِرَامَا |
حلّوا الحُبى بُلغتم المراما | سَعيٌ كَفَى الآبَاءَ وَالأعْمَامَا |
كم قلدوني النعم الجساما | سوابغاً ترفع لي الأعلاما |
أمْطَوْنيَ الغَارِبَ وَالسّنَامَا | وَطَالَ ما غاظُوا بيَ الأقوَامَا |
وجددوا الأحقاد والأوغاما | هم قدموني في العلى اماما |
وأخروا عن غايتي الإقداما | فذًاً من النعماء أو توآما |
كالسّلكِ ضَاعَفتَ بهِ النّظَامَا | إلى مَ مدّ بحركم إلى ما |
مُلِئْتُمُ النَّعْمَاءَ وَالدّوَامَا | عَاماً عَلى رَغْمِ العِدا، فَعَامَا |
تماطلون القدر والحماما | شَمْلُ الثّرَيّا ضَمِنَ المَقَامَا |
طوق الهلال لا يرى انفصاما | لا روّع الدّهر لكم سواما |
يوماً ولا فض لكم نظاما | حَتّى يُلاقي يَذْبُلٌ شَمَامَا |