أأبْقَى كَذا أبَداً مُسْتَقِلاً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أأبْقَى كَذا أبَداً مُسْتَقِلاً | يُقَلّبُني الدّهْرُ عِزّاً وَذُلاّ؟ |
وأقنع بالدون فعل الذليل يخشى الأجل ويرضى الأقلا | ـلِ، يخشَى الأجَلّ وَيرْضَى الأقَلاّ |
وإني رأيت غنيَّ الأنام | إذا لم يكن ذا علاء مقلا |
وَمِنْ دُونِ ضَيمي فِنَاءُ الرّمَاحِ | وبيض القواضب ذفا وفلا |
فلا زلت كلاَّ على المقربات | إلى أنْ أنَالَ ذُرَى المَجْدِ كُلاّ |
إذا عزّ قلبك في دهره | فما عذر وجهك في أن يذلا |
ألا فَاجْهَدِ النّفسَ في نَيلِهَا | ولا ترقبنَّ عسى أو لعلا |
وحل حبي العجز عن همة | تؤد الأيانق شدّاً وحلا |
إلى حيث تومى إليك البنان | وَتُصْبِحُ ثَمّ الأعَزّ المُجَلاّ |
قليل المثال وخير البلاد | حمى منزل لا أرى فيه مثلا |
وتعلو المعالي إلى العاجزين | وَنَحنُ نَرَى الذّلّ أعلى وَأغْلَى |
عَدَتْكَ، أبَا الطّيّبِ، العادياتُ | |
فلم أرَ الأَّكَ من يصطفى | ثناءً ويرعى ذماما وإلا |
وحلت نداي جميع الورى | غداة أعتقدتك عضداً وخلا |
يَنَامُ عَنِ الخَيرِ نَوْمَ الضّبَاعِ | وَفي الشّرّ يَطْلُعُ سِمعاً أزَلاّ |
طويل اليدين إلى المخزيات | يمد إلى المجد باعا أشلا |
فَتًى أعْلَقَتْهُ عِنَانَ الفَخَارِ | مَكَارِمُ جَاءَتْ بِهِ المَجْدَ قَبلا |
وَأصْبَحَ حَاسِدُهُ خَابِطاً | إذا كَادَ يُهْدَى إلى المَجْدِ ضَلاّ |
أشم كعالية السمهري | وهمته منه أغلا وأعلى |
وَيَجْمَعُ قَلْباً جَرِيئاً، وَوَجْهاً | أتَمّ مِنَ البَدْرِ نُوراً وَأمْلا |
مضاءُ القضيب إذا ما انجلى | وَضَوْءُ الهِلالِ، إذا مَا تَجَلّى |
وقلب الشجاع حسام فإن | حلا منظرا فحسام محلى |
يغيّم يوم الندى المستهل | وَيُقشِعُ يَوْمَ الوَغى المُصْمَئِلاّ |
وَيُوسِعُ مَادِحَهُ بِشْرُهُ | فَيُولِيهِ أضْعَافَ مَا كَانَ أوْلَى |
يُشَمّرُ للرّوْعِ عَنْ سَاقِهِ | وَيَسْحَبُ للجُودِ ذَيْلاً رِفَلاّ |
فَيَوْماً يَعُودُ بِجَدٍّ عَليٍّ | وَيَوْماً يَعُودُ بِقِدْحَ مُعَلّى |
ويلقى إليه عظيم الزمان | من المأثرات الأجل الأجلا |
فيمسي لأسرارها حافظا | وَيَغْدُو بِأعْبَائِهَا مُسْتَقِلاّ |
فَدُونَكَهَا كَإضَاة ِ الغَدِيرِ | أوِ السّيْفِ سُلّ أوِ الرّوْضِ طُلاّ |
وَلَوْلاكَ كَانَتْ كأمثَالِهَا | تصان عن المدح عزّاً ونبلا |
فقد كنت حصنت أبكارهن | وعودتهن عن القوم عضلا |