أراقب من طيف الحبيب وصالا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أراقب من طيف الحبيب وصالا | وَيَأبَى خَيَالٌ أنْ يَزُورَ خَيَالا |
وهل أبقت الأشجان إلا ممثلاً | تُعَاوِدُهُ أيْدِي الضّنَا، وَمِثَالا |
ألَمّ بِنَا، وَاللّيلُ قَدْ شَابَ رَأسُهُ | وقد ميل الغرب النجوم ومالا |
وإني أهتدي في مدلهم ظلامه | يخُوض بِحاراً، أوْ يَجُوبُ رِمَالا |
تَأوّبَ مِنْ نَحْوِ الأحِبّة ِ طَارِداً | رُقَادِي، وَمَا أسْدَى إليّ نَوَالا |
أوَائِلُ مَسّ الغَمضِ أجفَانَ ناظرِي | كمَا قارَبَ القَوْمُ العِطاشُ صِلالا |
وَمَا كَانَ إلاّ عَارِضاً مِنْ طَمَاعَة ٍ | أزال الكرى عن مقلتيّ وزالا |
سقى الله أظعاناً أجزن على الحمى | خِفَافاً، كَأقوَاسِ النّصَالِ عِجَالا |
يُغَالِبْنَ أعْنَاقَ الرُّبَى عَجْرَفيّة ً | قِرَاعُ رِجَالٍ في اللّقَاءِ رِجَالا |
وَجَدْتُ اصْطِبَارِي دونهنّ سَفاهَة ً | وَأبصَرْتُ رُشدِي بَعدَهُنّ ضَلالا |
وَمَا ضَرّ مَنْ أمسَى زِمَامي بكَفّهِ | على النأي لو أرخى لنا وأطالا |
تَذَكّرْتُ أيّامَ القَرِينَة ِ، وَالهَوَى | يجدد أقراناً لنا وحبالا |
مضين بعيش لا يعدن بمثله | وَأعقَبْنَنَا مَرَّ الزّمَانِ خَيَالا |
سَلي عَن فَمِي فصْلَ الخطابِ وَعن يدي | رِمَاحاً كَحَيّاتِ الرّمَالِ طِوَالا |
وبيضاً تروى بالدماء متونها | إذا مَا لَقِينَ الدّارِعِينَ نِهَالا |
فَمَا ليَ أرْضَى بالقَليلِ ضَرَاعَة ً | وَأُوسِعُ دَينَ المَشْرَفيّ مِطَالا |
تُرِيدُ اللّيَالي أنْ تَخِفّ بِمِقْوَدي | وأي جواد لو أصاب مجالا |
سآخذها إما استلاباً وفلتة | وَإمّا طِرَاداً في الوَغَى وَقِتَالا |
فإن أنا لم أركب إليها مخاطراً | وأعظم قولاً دونها وقتالا |
فهذا حسامي لم أرق ذبابه | مَضَاءً، وَهَذا ذابِلي لِمَ طَالا |
وَأطْلُبُهَا بالرّاقِصَاتِ، كَأنّمَا | أثور منها ربرباً ورئالا |
إذا أسقَطَ السّيرُ العَنيفُ نِعَالَهَا | من الأين أحذتها الدماءُ نعالا |
وَكُلُّ غَضَنيٍّ، إذا قُلتُ قَدْ وَنَى | مِنَ الشّدّ جَلّى في الغُبَارِ وَجَالا |
وَأكْبَرُ هَمّي أنْ أُولاقيَ فَاضِلاً | أُصَادِفُ مِنْهُ للغَليلِ بَلالا |
فِدًى لأبي الفَتْحِ الأفَاضِلُ إنّهُ | يَبرّ عَلَيهِمْ، إنْ أرَمّ، وَقَالا |
إذا جرت الآداب جاءَ أمامها | قريعاً وجاءَ الطالبون إفالا |
فتى مستعاد القول حسناً ولم يكن | يقول محالاً أو يحيل مقالا |
ليَقرِيَ أسمَاعَ الرّجَالِ فَصَاحَة ً | وَيُورِدَ أفْهَامَ العُقُولِ زُلالا |
وَيُجْرِي لَنا عَذْباً نَمِيراً، وَبَعضُهُم | إذا قالَ، أجرَى للمَسامِعِ آلا |
أسفهم إن ميّز القوم خلة | وَأثْقَبُهُمْ، يَوْمَ الجِدالِ، نِصَالا |
وَمَا كَانَ إلاّ السّيْفَ أطلَقَ غَرْبَه | وَزَادَ غِرَارَيْ مَضْرَبَيْهِ صِقَالا |
وَلمّا رَأيْتُ الوَفْرَ دُونَ مَحَلّهِ | جزَاءً وَقَدْ أسْدَى يَداً وَأنَالا |
بَعَثْتُ لَهُ وَفْراً مِنَ الشّعْرِ بَاقِياً | وَكَنْزاً مِنَ الحَمْدِ الجَزِيلِ وَمَالا |
فَسِمْ آخِراً مِنْهُ كَوَسْمِكَ أوّلاً | وشن عليه رونقاً وجمالاً |
وَمِثْلُكَ إنْ أوْلَى الجَميلَ أتَمَّهُ | وإن بدأ الإحسان زاد ووالى |