لو كان يرتدع القضاء بمردع
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لو كان يرتدع القضاء بمردع | أوْ يَنْثَني بِمُدَجَّجٍ وَمُقَنَّعِ |
لغدت مشمرة تقيك من الردى | عُصَبٌ تَجُرّ قَنا الطّعانِ وَتَدّعي |
وَمُسَدِّدُونَ أسِنّة ً يَزَنِيّة ً | فَتَلُوا بأكعُبِها حِبالَ الأذْرُعِ |
قوم ذيولهم الرماح اذا خطوا | رَفَعُوا بمَسحَبِها غُبَارَ الأجرَعِ |
خَيلٌ تَوَقَّحُ بالنّجيعِ من الوَجَى | وقني تثقف بالظلى والاضلع |
متعلقين عنان كل مسوم | يَشأى عُجَاجَتَهُ بوَقعِ الأرْبعِ |
ذي غُرّة ٍ سُبِغَتْ عَلَيْهِ كأنّهُ | فِيها يَمُدّ لحَاظَهُ مِنْ بُرْقعِ |
قَعِدٌ عَنِ الغُنمِ القِرِيبِ المُجتَبَى | سَرِعٌ إلى الطّلَبِ البَعيدِ المَنزَعِ |
يا نَاشِداً هَمَلَ المَساعي نافِضاً | في إثْرِهَا لَقَمَ الطّرِيقِ المَهْيَعِ |
هيهات لا مسعاة تنشد بعدها | بظُبَى القَوَاضِبِ وَالقَنا المُتزَعزعِ |
ان ابن يوسف عريت انقاضه | وثوى بمنزلة المكل المظلع |
متطامنا من بعد ما وضعت له | أيّامُهُ خَدَّ الذّليلِ الأضرَعِ |
ألقَى بِطَاعَتِهِ، وَلَمّا يَمْتَنِع | ومضى لطيته ولما يرجع |
قَذِيَتْ له مُقَلُ السّماحِ وَقد شكا | وَهَوَتْ له قُلَلُ العَلاءِ وَقد نُعي |
ابنته تحت الصفائح لو يرى | وَدَعوْتُه خَلفَ الجَنادِلِ لوْ يَعي |
ما لُبثُ مَن يُمسِي مَجازاً للرّدَى | وَمُعَرّجَ القَدَرِ المُغَدّ المُسْرِعِ |
يغدو لا قدام الخطوب بمعثر | ويرى بمرئ للمنون ومسمع |
ما للزمان يلذ طعم مصائبي | فكانه يظمى ليشرب ادمعي |
مغرى بنزع قوادمي مستعذباً | لتالمي من صرفه وتوجعي |
ارعى الذين جنوا ورق الغنى | دوني واعلكني شكيمة مطمعي |
ومضى باخوان الصفاء فلم يدع | منهم اخا ثقة ولا عضداً معي |
ابكيك يا عبد العزيز بخطة | تُعمي مَطالِعُها وَخَطبٍ مُضْلِعِ |
وَمَقاوِمٍ ما زِلتَ تُعجِزُ لَيْلَهَا | بلسان قوال وقلب سميدع |
اني ارى في المجد بعدك ثلمة | تَبقَى وَخِرْقاً مَا لَهُ مِنْ مَرْقَعِ |
مَنْ يُشرِقُ الخَصْمَ الألَدّ برِيقِهِ | عَيّاً وَيَقدَعُ منهُ ما لمْ يُقدَعِ |
أمْ مَنْ يُبَلِّغُ بالبَلاغَة ِ غَايَة ً | تَلوِي بحَسرَى طالبِينَ وَظُلّعِ |
أمْ مَنْ يَرُدّ مِنَ المُغيرَة ِ غَرْبَها | والخيل تنهض كالقطا بالدرع |
بنوافذ للقول يبلغ وقعها | مَا لَيسَ يُبلَغُ بالرّماحِ الشُّرّعِ |
شهب تشعشع في النوائب ضؤها | كالشمس تنغض رأسها للمطلع |
حتى يقول الغابطون وقد رأوا | فَعَلاتِهِ: زَاحِم بِجِدٍ أوْدَعِ |
وَيَوَدّ مَن حمَلَ الثّنا لوْ أصْبحتْ | تلك الاداة على الكمي الاروع |
إن لا تكُنْ في الجمعِ أمضَى طعنة ٍ | فلا انت امضى خطبة في المجمع |
إنّ الفَصَاحة َ ذَلّلَتْ لكَ عُنقَها | فاخذت منها بالعنان الاطواع |
أمسَتْ ظُهورُ المَجدِ عندكَ ترْتقي | منها الى قمع السنام الامنع |
نَهّازُ أذْنِبَة ِ الكَلامِ، إذا هَفَا | بشر كبارقة النصول اللمع |
نهاز اذنية الكلام اذا هفا | قلب الجري وعي قول المصقع |
قد قلت للمتعرضين لسطوه | خلوا وجار الارقم المتطلع |
إيّاكُمُ أنْ يَستَضِيفَكُمُ الدُّجَى | ومقيله ومقيلكم في موضع |
لا تتبعوا شبه الأمور فانه | شَبَهٌ يُتيحُ الحَقَّ عندَ المَقطَعِ |
نُثْني عَلَيكَ ثَنَاءَ رَاي هَجمَة ٍ | مثل القذاة ملظة بالدمع |
واذا تغيطلت المطالع حيرة | صَدعَ العَمايَة َ بالقَضَاءِ المُقنِعِ |
بأبى من استودعته بطن الثرى | وعلمت كيف خيانة المستودع |
ياليت شعري من اعد لدهره | ماذا اعد لضيق هذا المضجع |
لم يَخلُ مَن تَرْمي الخطوبُ سوَادَه | من واقع ابدا ومن متوقع |
نَجِدُ الضّرَاعَة َ وَالنّقِيصَة َ نَزْرَة ً | إنّ القُلامَة َ شِكّة ٌ للإصْبَعِ |
ان اقض مفروض البكاء عليكم | مُتَحَرّجاً يُجرِي الدّموعَ تَبَرُّعي |
هَلْ تَعلَمُونَ على بعادِ دِيارِكم | أنّ الغَليلَ عَلَيكُمُ لمْ يُنْقَعِ |
لا تَعدَمُوا منّي وَإنْ بَعُدَ المَدى | نفس العميد وانة المتفجع |
ما شئت من دمع لكم متحدر | وَزَفِيرِ وَجْدٍ بَعدَكُمْ مُتَرَفّعِ |
أمسَى أخٌ لك لم يُجارِكَ في الصِّبَا | طَلَقاً وَلا سَاقَاكَ دَرَّ المُرْضِعِ |
في صدره ارة عليك من الجوى | تذكى بانفاس المعنى الموجع |
رُزْءٌ تخضْخضَ سَهمُه في مَقتَلي | يمضى الزمان ونصله لم ينزع |
نضحَ الثّرَى ذو أنتَ فيه مُجلجِلٌ | يَستَخلِفُ الأكلاءَ بَعدَ المَقْلَعِ |
هَزِجُ الرّعُودِ لَهُ بكُلّ ثَنِيّة ٍ | زَجَلٌ كشَقشَقة ِ الفَنيقِ المُوضِعِ |
لَثِقُ المُناخِ ثَقيلَة ٌ أوْرَاكُهُ | حَضِرُ المَجَرّ مُرّوَّضٌ بالبَلقَعِ |
حتّى تَرَى نَزْعَ الرُّبَى مِنْ نَوْرِه | غمماً يرف على خصيب ممرع |
ومتى يكن فيه سقاك نقيصة | أبدَ الزّمَانِ تَمَمْتَهَا بالأدْمُعِ |
بعدَ الجُدوبِ على الغَمامِ المُقلِعِ | |
ونقول فيك ولو سكننا قالت | لتِ الأيّامُ أكثرَ ما نقولُ وَنَدّعي |
وَلقَد تجَافَى المَجدُ عَن ثَفِناتِهِ | قلقاً عليك فما يقر بمريع |
نقصت اداة الفضل بعدك كلها | فوَعَى بمُصْطَلَمٍ وَشَمّ بأجدَعِ |
فاذهب رعاك الله غير مضيع | وسقى ثراك المزن غير مروع |
فالقَلبُ للشّانِينَ إن لم يَكتَئِبْ | والجفن للاعداء ان لم يدمع |