اظن الليالي بعدكم سنريع
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
اظن الليالي بعدكم سنريع | فمن يبق لي من رائع فتروع |
خذي عدة الصبر الجميل فانه | |
وقد كنت ابكي للاحبة قد أنى | لقلبي سلوٌ واطمأن ولوع |
وَلَكِنّمَا أبْكي المَكَارِمَ أُخْلِيَتْ | مَنَازِلُ مِنْهَا للنّدَى وَرُبُوعُ |
وَهَلْ أنَا جازٍ ذلكَ العَهْدَ بالبُكَا | وَلَوْ أنّ كُحْلَ المَاقِيَينِ نَجيعُ |
أبِيتُ وَطُرّاقُ الهُمُومِ كَأنّهَا | محافل حي تنتجى وجموع |
اقارع اولى الليل عن اخرياته | كاني اقود وهو ظليع |
وَعَيْني لِرَقْرَاقِ الدّمُوعِ وَقِيعَة ٌ | لهَا اليَوْمَ مِنْ عَاصِي الشّؤونِ مُطيعُ |
بمن تدفع الجلي بمن ترفع العلى | بمن تحفظ الآمال وهي تضيع |
بمَنْ يُنقَعُ الظّمآنُ، وَهوَ مُحَلأٌ | بمَنْ يُؤمَنُ المَطرُودُ، وَهوَ مَرُوعُ |
هو الرزءُ لا يعدو المكارم والعلى | |
واين قوام الدين للبيض والقنا | اذا لم يكن الا اليقين دروع |
واين قوام الدين للنيل والقرى | اذا الجذب معط والسحاب منوع |
الا من لاضياف الشتاء يلفهم | سقيط ظلام قطقطٍ وصقيع |
تجاذبهم ايدي الشمال رباطهم | فيسقط سب أو يضل قطيع |
اذا كان بين البيت والزفزف الصبا | أحَاديثُ تَخفَى مَرّة ً، وَتَذِيعُ |
وَمَنْ للعُفَاة ِ المُرْمِلِينَ يَشُلّهُمْ | مِنَ الدّهْرِ قِرْنٌ لا يُرَامُ مَنِيعُ |
فيا راعي الذود الظماء تركتها | وَأحْفَظُ رَاعٍ مُذْ نَأيتَ مُضِيعُ |
وَلَيْسَ لهَا في الدّارِ دِينُ شَرِيعَة ٍ | وَلا في ثَنَايَا الطّالِعِينَ طُلُوعُ |
ولا للغوادي مذ فقدت مزايد | ولا للمعالي مذ عدمت قريع |
أقُولُ لِنَاعِيهِ عُقِرْتَ، وَجَرّبَتْ | بشلوك فدعاء اليدين خموع |
وَغَلْغَلَ مَا بَينَ الحِجَابَينِ وَالحَشَا | كَأنّي أقُودُ النّجْمَ، وَهْوَ ظَليعُ |
نَعَيْتُ النّدَى غَضّاً يَرِفّ نَبَاتُهُ | وشمل العلى والمجد وهو جميع |
ببدر معم في الكواكب مخول | |
مِنَ القَوْمِ طالُوا كلّ طَوْلٍ إلى العلى | اذا اذرع يوماً قصرن وبوع |
بنوا في يفاع المجد وهو ممنع | بنى طيرها بين النجوم وقوع |
فَلا حَمَلَتْ أُمُّ المَكَارِمِ بَعْدَهُ | صَلُومٌ لأشْرَافِ العَلاءِ جَدُوعُ |
وَلا أدّتِ الرّكبَ الخِماصَ، على الوَجى | سَفائنُ بَرٍّ، وَالسّيَاطُ قُلُوعُ |
إلى أنْ يُزَادَ المُستَنِيلِينَ بَعْدَهُ | مِنَ الحَيّ قَرٌّ في الظّلامِ وَجُوعُ |
أضُمّ عَلَيْهِ الرّاحَتَينِ تَعَلّقاً | وقد نزعته من يدى َّ نزوع |
غصبتك علقاً لم ابعه ولم اكن | كَبَاغي رِبَاحٍ يَشْتَرِي وَيَبيعُ |
طويتك طي البرد لم ينض من بلى | وَقَدْ يُغْمَدُ المَطْرُورُ، وَهوَ صَنيعُ |
اناديك من تحت الخطوب غدي لها | بِظَهْرِيَ رَحلٌ ضاغِطٌ وَقُطُوعُ |
وما كانت الايام يفرعن هضبتي | لَوَ أنّكَ وَاعٍ للدّعَاءِ سَمِيعُ |
رَمَتْني سِهَامُ البأسِ بَعدَكَ جَهرَة ً | وَأنْبَضَ، نَحْوِي عَاجِزٌ وَجَزُوعُ |
وزال مجن مانع كنت اتقي | بهِ الخَطْبَ ، وَالخَطبُ الجليلُ قَطُوعُ |
وَمَا كُنتُ أدرِي أنّ فَوْقَكَ آمِراً | مِنَ الدّهْرِ يَدْعُو بَغْتَة ً فتُطيعُ |
فغالب اطماعي عليك مغالب | وَقَارَعَ آمَالي عَلَيْكَ قَرُوعُ |
عُصِبْتُ، فَلَمْ أسمَحْ لغَيرِ أكفّكم | بدري وبعض الحالبين طموع |
إبَاءً، وَلَوْ طَارَتْ بكَفّي مُليحَة ٌ | فَأينَ قِوَامُ الدّينِ للخَطْبِ يَعترِي |
لَقَدْ لَسَبَتني مِنْ عَقارِبِ كَيدِهم | دَبُوبٌ، إذا جَنّ الظّلامُ لَسُوعُ |
يسومني حسن الثناء وضامن | لسُوءِ مَقَالٍ أنْ يَسُوءَ صَنِيعُ |
وَحَسبُكَ مِنْ ذَمّ الفتى تَرْكُ مدحهِ | لأمرٍ يَضِيقُ القَوْلُ وَهوَ وَسِيعُ |
سقاك على نأي الديار وشحطها | رَبيعٌ، وَهَلْ يَسقي الرّبيعَ رَبِيعُ |
وحياك عنا كل نجم وشارق | اذا جن ليل أو اضاء صديع |
ذكرتك ذكر العاطشات ورودها | تُحَرَّقُ أكْبَادٌ لهَا وَضُلُوعُ |
تَقَاذَفْنَ يَطْلُبْنَ الرّوَاءَ عَشِيّة ً | نزائع ادنى وردهن نزيع |
ضربن طريقاً بالمناسم اربعا | إلى المَاءِ لا تُدْنَى إلَيْهِ شَرُوعُ |
فهجراً لدار الحي بعد رحيلكم | وما كل اظغان لهن رجوع |
وَلا مَرْحَباً بالأرْضِ لَستُمْ حُلُولَها | وان كان مرعى للقطين مريع |
لَقَدْ جَلّ قَدْرُ الرُّزْءِ أنْ يَبلُغَ البكا | مداه ولو ان القلوب دموع |
وَلَوْ أنّ قَلْبي بَعدَ يَوْمِكَ صَخرَة ٌ | لبان بها وجداً عليك صدوع |