رضيت من الاحباب دون الذي يرضي
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
رضيت من الاحباب دون الذي يرضي | وَدايَنتُ من تُقضَى الديونُ وَلا يَقضِي |
وَقَدْ أنْهَرَتْ فيّ اللّيَالي جِرَاحَها | مِرَاراً، وَأنضَاني مِنَ الهَمّ ما يُنضِي |
طوَى الدّهرُ أسبابَ الهوَى عن جَوَانحي | وحل الصبا عقد الرحايل عن نقضي |
وَلمْ يَبقَ لي في الأعيُنِ النُّجلِ طَرْبة ٌ | وَلا أرَبٌ عندَ الشّبابِ الذِي يَمضِي |
أضَحَى اليَوْمُ عنِ ظِلّ الشّبيبَة ِ مَفرَقي | وَأبْدَلَ مُسْوَدّ العِذارِ بِمُبْيَضِّ |
تَاني، وَمَمْطُولٌ مِنَ النّأيِ بَينَنا | قَوَارِصُ تَنبُو بالجُفونِ عن الغُمضِ |
ومولى ورى قلبي بلذعة ميسم | من الكلم العوراء مضاًّ على مضّ |
فعذراً لاعدائي إذا كان اقربى | يُشذّبُ من عُودي وَيعرُق من نَحضِي |
إذا مَا رَمَى عِرْضِي القَرِيبُ بسَهمِه | عذرت بعيد القوم اما رمى عرضي |
الم يأته اني تفردت بعده | روابي للعلياء جاش لها نهضي |
وَأنّي جَعَلتُ الأنفَ من كُلّ حَاسِدٍ | قِبالي وَخَدَّيْ كلّ مُضْطغِنٍ أرْضِي |
وَكَمْ مِنْ مَقامٍ دونَ مَجدكَ قُمتُه | عَلى زَلَقٍ بَينَ النّوَائِبِ أوْ دَحْضِ |
وَقارَعْتُ مَنْ أعيَاكَ قَبْلَ قِرَاعِهِ | فَدَامَجَني بَعدَ التّشاوُرِ وَالبُغضِ |
لَقَدْ أمسَتِ الأرْحامُ مِنّا عَلى شفاً | فَأخْلِقْ بمُشْفٍ لا يُعلَّلُ أنْ يقضِي |
رأيت مخيلات العقوق مليحة | فلا تجعلَنْ برْقَ الأذى صَادقَ الوَمضِ |
ولا تشمتن من ود لوا اننا معا | شَحيحانِ تُلطينا الجَنادلُ بالأرْضِ |
اذا كنت اغضي والقواذع جمة | فمِثلُكَ أوْلى أنْ يرُمّ وَأنْ يُغضِي |
على غصص لو كن في البدر لم ينر | وَفي العُودِ لم يُورِق وَفي السّهمِ لم يَمضِ |
رزئتك حيا بالقطيعة والفلى | وَبعضُ الرّزَايا قبلَ يوْمِ الفتى المقضِي |
اناديك فارجع من قريب فانني | اذا ضاق بي ذرعي مضيت كما تمضي |
لقَد كانَ في حْكمِ الوَشائجِ لوْ رَأى | عَنِ المَجدِ بُطئي أن يُبالغَ في حَضّي |
فكَيفَ وَلمْ تَخرُجْ مَناديحُ هِمّتي | وَلا ذَمّتِ العَلْيَاءُ بَسطي وَلا قَبضِي |
اذا هو اغضى ناظريَّ على القذى | وَكانَ لمِثْلي مُسخِطاً فلِمَنْ يُرْضِي |
خَليليّ مَا عُودي لأوّلِ غَامِزٍ | ولا زبد وطبي للمقيم على مخض |
فقُلْ للعِدى عَضّوا الأخامصَ إنّكمْ | تَعَرّقتُمُ الأيْدِي عَليّ مِنَ العَضّ |
هُمُ نَقَضُوا مَا قَدْ بَنَى أوّلُوهُمُ | وَشِدْنا وَهَيهاتَ البِناءُ من النّقْضِ |
وفي كل يوم يضبغ العار منهم | رداء امرء والعار باق على الرحض |
يُرِيدُونَ أنْ يُخفُوا النّوَاقِرَ بَيْنَنا | وَقد صَاحتِ الأضْغانُ في الحَدَق المُرْضِ |
ذكرت حفاظي والحفيظة في الحشا | لها نغضان العرق يحفز بالنبض |
دَعَوْتُكُمُ قَبْلَ التي لا شوًى لهَا | وقلت لهم فيؤا إلى الخلق المرضي |
رِدُوني نَميراً قبلَ أنْ أحمِلَ القَذى | ولا تردوا إلا على الثمد البرض |
ولسوا جميمي قبل أن يمنع الحمى | إبَائيَ أوْ يُوبَى على رَعيكُمْ حَمضِي |
وَمن قَبلِ أن يَسدي المُعادونَ بَيْنَنا | بُرُودَ الخَنا ما شئتُ في الطول وَالعرْضِ |
تَقُوا عَارَ حَرْبٍ لا يَعُودُ مُثِيرُهَا | وان غلب الاقران إلا على رمض |
وَلا تُولجُوا زَورَ العُقوقِ بُيُوتَكُمْ | اناشدكم بالله في الحسب المحض |
أرَاهَا بِعَينِ الظّنّ حَمْرَاءَ جَهْمَة ً | ستجري إلأى العار العواقب أو تفضي |
تهضمني من لا يكون لغيره | من الناس اطراقي على الهون أو غضي |
افوق نبل القول بيني وبينه | فيُؤلمُني مِنْ قَبلِ نَزْعي بها عِرْضِي |
وارجع لم اولغ لساني في دمي | ولم ادم اعضائي بنهشي ولا عضي |
اذا اضطرمت ما بين جنبيَّ غضبة | وكاد فمي يمضي من القول ما يمضي |
شفعت على نفسي بنفسي فكفكفت | من الغيظِ وَاستعطفتُ بعضِي على بعضِي |