ألْقِي السّلاحَ رَبيعَة َ بنَ نزَارِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ألْقِي السّلاحَ رَبيعَة َ بنَ نزَارِ | اودى الردى بقريعك المغوار |
وترجلي عن كل اجردسابح | ميل الرقاب نواكس الابصار |
وَدَعي الأعِنّة َ مِنْ أكُفّكِ إنّها | فقدت مصرفها ليوم مغار |
وتجنبي جر القنا فلقد مضى | عَنهُنّ كَبْشُ الفَيْلَقِ الجَرّارِ |
وَليَغْدُ كلُّ مُغَرِّضٍ مِنْ بَعدِه | مغرى بحل معاقد الاكوار |
قطعَ الزّمانُ لسانَك العضْبَ الشَّبَا | وَهَدَى تخَمُّطَ فحلِك الهَدّارِ |
واجتاح ذاك البحر يطفح موجه | وطوى غوارب ذلك التيار |
اليَوْمَ صَرَّحَتِ النّوَائِبُ كَيْدَها | فينا وبان تحامل الاقدار |
مُستَنْزِلُ الأسَدِ الهِزَبْرِ برُمْحِهِ | وَلّى ، وَفَالِقُ هامَة ِ الجَبّارِ |
وَتَعَطّلَتْ وَقَفَاتُ كُلّ كَرِيهَة ٍ | أبَداً، وَحُطّ رِوَاقُ كُلّ غُبَارِ |
هيهات لا علق النجيع بعامل | يوماًولا علق السرى بعذار |
يا تَغْلِبَ ابنَة َ وَائِلٍ! ما لي أرَى | نجميك قد افلا عن النظار |
غَرَبا، فَذاكَ غُرُوبُهُ لمَنِيّة ٍ | عجلى وذاك غروبه لاسار |
مَا لي رَأيْتُ فِنَاءَ دارِكِ عَاطِلاً | مِنْ كلّ أبلَجَ كالشّهابِ الوَارِي |
متخبلي الاقطار الا من جوى | وَنَشيجِ كُلّ خَرِيدَة ٍ مِعْطَارِ |
وحنين ملقاة الرجال مناخه | وصهيل واضعة السروج عوار |
فُجعتْ سماؤكِ بالشموس وَحُوّلتْ | عَنْهَا وَعَنْكِ مَطالِعُ الأقْمَارِ |
في كُلّ يَوْمٍ نَوْءُ مَجدٍ ساقِطٌ | منها ونجم مناقب متوار |
عضت بنازلها المنون ولم تزل | تَقْرُو طَرِيقَ النّابِ بالأظفَارِ |
يا طالاً بالثار اعجلك الردى | عن ان ينام على وجود الثار |
يعتادج ذكرك ما تهزم مرجل | وَطَغى تَغَيُّضُ بُرْمَة ٍ أعْشَارِ |
هجرت ركاب الركب بعدك قطعها | هَوْلَ الدُّجَى وَمَهَاوِلَ الأوْعَارِ |
وَعَدِمْنَ كُلّ مَفازَة ٍ مَرْهُوبَة ٍ | وامن كل مخاطر عقار |
فالان يجررن الازمة بدناً | بين المياه تفيض والانوار |
اين القباب الحمر تفهق بالقرى | مَهْتُوكَة َ الأسْتَارِ للزُّوّارِ |
اين الفناء تموج في جناته | بصَهِيلِ جُردٍ أوْ رُغَاءِ عِشارِ |
اين القنا مركوزة تهفو بها | عذب البنود يطرن كل مطار |
اين الجياد مللن من طول السرى | يَقذِفنَ بالمَهَرَاتِ وَالأمْهَارِ |
مِن مَعشرٍ غُلْبِ الرّقابِ جَحاجحٍ | غلبوا على الاقدار والاخطار |
من كلّ أرْوَعَ طاعنٍ أوْ ضَارِبٍ | أوْ وَاهِبٍ، أوْ خالعٍ، أوْ قَارِ |
وَفَوَارِسٍ كالشُّهبِ تَطرَحُ ضَوءَها | يَوْمَ الوَغَى وَأُوَارِ حَرّ النّارِ |
رَكِبُوا رِماحَهُمُ إلى أغرَاضِهِمْ | أمَمَ العُلَى ، وَجَرَوْا بغَيرِ عِثَارِ |
واستنزلوا ارزاقهم لسيوفهم | فَغَنُوا بِغَيرِ مَذَلّة ٍ وَصَغَارِ |
كانوا هم الحي اللقاح وغيرهم | ضَرَعٌ عَلى حُكْمِ المَقاوِلِ جارِ |
لا يَنبُذُونَ إلى الخَلائِفِ طاعَة ً | بِقَعَاقِعِ الإيعَادِ وَالإنْذَارِ |
عقدوا لوائهم ببيض اكفهم | كبراًُ على العقاد والامار |
وَاستَفظَعُوا خِلَعَ المُلُوكِ وَأيقَنوا | أنّ اللّبَاسَ لها ادّرَاعُ العَارِي |
كَثُرَ النّصِيرُ لهمْ، فلَمّا جاءَهمْ | أمْرُ الرّدَى وَجِدُوا بِلا أنْصَارِ |
هم اعجلوا داعي المنون تعرضاً | للطّعْنِ بَينَ ذَوَابِلٍ وَشِفَارِ |
أوَلَيْسَ يَكْفِينَا تَسَلُّطُ بأسِها | حتى تسلطها على الاعمار |
نزلوا بقارعة تشابه عندها | ذل العبيد وعزة الاحرار |
سَدَّ البِلَى ، وَأنارَ فَوْقَ جُسومهم | مِنْ كُلّ مُنْهَالِ النّقَا مَوّارِ |
خرس قد اعتنقوا الصفيح وطالما | اعتنقوا الصفائح والدماء جوار |
نُقِضَتْ مَرَائرُهمْ، وَكنّ أكفُّهم | مَبْلُولَة ً بالنّقْضِ وَالإمْرَارِ |
صَارُوا قَرَاراً للمَنُونِ، وَإنّمَا | كانوا لسيل الذل غير قرار |
كُنّا نَرَى أعيَانَهمْ مَمدُوحَة ً | فاليوم يمتدحون بالاثار |
شرفاً بني حمدان ان نفوسكم | من خير عرق ضارب ونجار |
انفت من الموت الذليل فاشعرت | جلداً على وقع القنا الخطار |
بكرت عليك سحابة نفاخة | تُلْقي زَلازِلَهَا عَلى الأقْطَارِ |
شَهّاقَة ٌ أسَفاً عَلَيْكَ بِرَعْدِها | طوراً وباكية بعذب قطار |
وَسَقتكَ أوْعية ُ الدّموعِ فجاوَزَتْ | قَطَرَاتِ ذاكَ العَارِضِ المِدْرَارِ |
وَإذا الصَّبَا حدَتِ النّسيمَ مَرِيضَة ً | تَفلِي جَميمَ الرّوْضِ وَالنّوّارِ |
ممطورة الانفاس فاه بطيبها | سحريبين بها من الاسحار |
فَجَرَتْ عَلى ذاكَ التّرَابِ سَليمة ً | مِنْ غَيرِ اضْرَارٍ لهَا بِجَوَارِ |
تجرِي وَذاكَ القَبرُ غَيرُ مُرَوَّعٍ | مِنهَا، وَذاكَ التُّرْبُ غَيرُ مُثَارِ |
اني ذكرتك خالياً فكأنما | أخَذَتْ عَليّ الأرْضُ بالأطْرَارِ |
وَكَأنّمَا مالَتْ عَليّ بحَدّهَا | نزوات قانية الاديم عقار |
لازال زائر قبره في عبرة | تنعى البقاء اليه واستعبار |
والروض من حال عليه وعاطل | والمزن من غاد عليه وسار |