سننت لهذا الرمح غرباً مذلقا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سننت لهذا الرمح غرباً مذلقا | وَأجرَيتُ في ذا الهِندُوَانيّ رَوْنَقَا |
وسوّمت ذا الطرف الجواد وإنما | شَرَعْتُ لَهُ نَهجاً فَخَبّ وَأعْنَقَا |
لئن برقت مني مخايل عارض | لعَينَيكَ يَقضِي أنْ يَجُودَ وَيُغدِقَا |
فَلَيسَ بسَاقٍ قَبلَ رَبعِكَ مَرْبَعاً | وَلَيسَ بِرَاقٍ قَبلَ جَوّكَ مُرْتَقَى |
وإن صدقت منه الليالي مخيلة | تكن بجديد الماء أول من سقى |
وَيَغدُو لمَنْ يُرْوِي جَنَابَكَ مُرْوِياً | زلالاً وللأعداء دونك مصعقاً |
وإن تر ليثاً لائذاً لفريسة | يُراصِدُ غُرّاتِ المَقَادِيرِ مُطْرِقَا |
فما ذاك إلا أن يوفر طعمها | عَلَيكَ، إذا جَلّى إلَيها وَحَقّقَا |
وإن يرق يوماً في المعالي فإنه | سما ليوقى وطء رجلك مزلقا |
وإن يسع في الأمر العظيم فإنما | سعى لك في ذاك الطريق مطرقا |
وإن يصب السهم الذي راش نصله | فما كان إلا في هواك مفوقا |
وَإنْ يَنهَضِ الغَرْسُ الذي هو غارِسٌ | يكن لك مَجنًى في الخُطوبِ وَمَعلَقَا |
لتجنيه دون الناس ما كان مثمراً | وتلبس طلا منه ما كان مورقا |
فنم وادعا واستسقني فستنتضي | حُسَاماً إذا مَا مَرّ بالعَظْمِ طَبّقَا |
وجر ذيول العز أنى أجرّه | لهاماً إذا ما أظلم الليل أبرقا |
وجيشاً جناحاه يزمان بالردى | خَفُوقانِ ما نَالا مِنَ الأرْضِ مخفقَا |
به كل طعان يلوث برأسه | عَنِيقَ المَذاكي مَا يُثِيرُ مِنَ النّقَا |
لدنْ غدوة حتى ترى الشمس ورسة | كأن على الغيطان ثوباً مزبرقا |
وَرَكبٍ أغَذّوا بالرّكَابِ، فَنَشّفُوا | ثَمَائِلَها بالجَوْبِ غَرْباً وَمَشْرِقَا |
وكل معراة الضلوع كأنما | أقاموا عليها جازراً متعرقا |
فإن راشني دهري أكن لك بازياً | يسرك محصوراً ويرضيك مطلقا |
أشاطرك العز الذي أستفيده | بصفقة راض إن غنيت وأملقا |
فتذهب بالشطر الذي كله غنى | وَأذْهَبُ بالشّطْرِ الذي كُلّهُ شَقَا |
وَتَأخُذُ مِنْهُ مَا أنَامَ وَمَا حَلا | وأخذ منه ما أمر وأرقا |
فَغَيرِيَ إمّا طَارَ غادرَ صَحبَهُ | دوين المعالي واقعين وحلقا |
فإن تسلف التبجيل قبل أوانه | أُعِضْكَ بِهِ وَجْهاً من الوُدّ مُونِقَا |
وَإنْ تُعطِني الإعْظَامَ قَوْلاً فإنّني | سأُعطِيكَ فِعلاً منهُ أذكَى وَأعبَقَا |
لَعَلّ اللّيَالي أنْ يُبَلّغْنَ مُنْيَة ً | وَيَقرَعنَ لي بَاباً مِنَ الحَظّ مُغلَقَا |
نَظَارِ وَلا تَستَبْطِ عَزْمي فلَن تَرَى | عَلُوقاً، إذا مَا لمْ تَجِدْ مُتَعَلِّقَا |
وَلَيسَ يُنَالُ الأمْرُ إلاّ بِحَازِمٍ | مِنَ القَوْمِ أحمَى مِيسَماً ثمّ ألصَقَا |
فإن قعدت بي السن يوماً فإنه | سينهض بي مجدي إليها محققا |
فوالله لا كذبت ظنك إنه | لعارٌ إذا ما عاد ظنك مخفقاً |
فإن الذي ظن الظنون صوادقاً | نظير الذي قوّى الظنون وحققا |