ألا ليت أذيال الغيوث السّواجم
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ألا ليت أذيال الغيوث السّواجم | تجرّ على تلك الربى والمعالم |
وَلَوْلاك ما استَسقَيتُ مُزْناً لمَنْزِلٍ | فَأحْمِلَ فِيهِ مِنّة للغَمَائِمِ |
وَيا رُبّ أرْضٍ قد قَطعتُ تَشُقّ بي | جُيُوبَ المَلا أيدي المَطيّ الرّوَاسِمِ |
وليل طويل الباع قصّرت طوله | إلَيك، وَقَد ألقَى يَداً في المَخارِمِ |
وَعِيسٍ خَطَتْ عَرْضَ الفَلا برِحالنا | تُزَعزعُ في الأعناقِ رُقشَ التّمَائِمِ |
إذا فَاحَ رَيْعَانُ النّسِيمِ رَأيتَهَا | إلى الجانب الغربيّ عوج الخياشم |
يسير بنا مستنجد بعصابة | أنَامِلُهَا مَلْوِيّة ٌ بِالقَوَائِمِ |
تباري نجوم الليل بالبيض والقنا | وَضَوْءَ بُدُورٍ هَامُهَا في العَمَائِمِ |
حقيق بان لا يهتك الدهر ثوبه | عَنِ العارِ كأسٌ مِن عَجاجِ المَلاحمِ |
فأينَ مِنَ الدّهرِ استِماعُ ظُلامَتي | إذا نُظِرَتْ أيّامُهُ في المَظَالِمِ |
فَهَلْ نافعي أنْ يَنصُرَ المَجدُ عَزْمتي | عَلى هَذهِ العَليَاءِ، وَالمَالُ ظالمِي |
أنا الأسد الماضي على كل فعلة | تُمَشّي شِفارَ البِيضِ فوْقَ الجَماجِمِ |
وَفي مِثلِها أرْضَيتُ عن عَزْميَ المُنى | وصافحت أطراف القنا والصوارم |
ولم أدر أنّ الدهر يخفض أهله | إذا سكَنَتْ فيهِمْ نفوسُ الضّرَاغِمِ |
وما العيش إلا فرحة إن هجرتها | سطوت على الدنيا بسطوة حازم |
سأصْبِرُ حَتّى يَعلَمَ الصّبرُ أنّني | ملكت به دفع الخطوب الهواجم |
آخذ ثاري من زمان تعرضت | مَغَارِمُهُ بَيْني وَبَينَ المَغَانِمِ |
وما نام إغضاءً عن الدهر صرَمي | ولكنن أبقي على غير راحم |
وإن أنا أهلكت الزمان فما الذي | يصدّع عزمي في صدور العظائم |
وركب سرواً والليل ملقٍ جرانه | على كل مغبّر المطالع قاتم |
حدوا عزمات ضاعت الأرض بينها | فصار سراهم في صدور العزائم |
تريهم نجوم الليل ما يبتغونه | عَلى عَاتِقِ الشّعرَى وَهامِ النّعائِمِ |
وَغَطّى على الأرْضِ الدُّجَى فكأنّنَا | نفتش عن أعلامها بالمناسم |
وَفِتيَة ِ صِدْقٍ من قُرَيشٍ، إذا انتدوا | أرَوْكَ عَطَاءَ المَالِ ضَرْبَة َ لازِمِ |
إذا طَرَدُوا في مَعرَكِ المَجدِ قَصّفُوا | رِمَاحَ العَطايا في صُدُورِ المَكَارِمِ |
وإن سحبوا خرصانهم لكريهة | تَصَدّعَ صَدرُ الأرْضِ عن قلبِ وَاجمِ |
وتثبت في عليا معدّ غصونهم | ثبات بنان في قلوب البراجم |
أيسمح لي هذا الزّمان بصاحب | طَوِيلِ نِجادِ السّيفِ من آلِ هاشِمِ |
إذا أنا شيّعت الحسام بكفه | مضى عزم مشبوح الذراع ضبارم |
وَإنْ ضَافَهُ الهَمُّ النّزِيعُ رَمَى بهَا | نزائع لا يعلفنَ غير الشكائم |
ولست بمستصفٍ سوى كل خائض | إلى كل بحر بالقنا متلاطم |
أنَامِلُهُ في الحَرْبِ عَشْرُ أسِنّة ِ | وَلَكِنّهَا في الجُودِ عَشرُ غَمَائِمِ |
طَمُوحٍ، إذا غَضّ الشّجاعُ لحاظَه | وأطرق عن برق الظبى كل شائم |
أعاذل ما سمعي للومك مرتعاً | إذا كان مصروفاً إلى غير لائم |
أبُثّك عَنْ لَيْلٍ تَعَسّفْتُ مَتْنَهُ | كأنّيَ أمشِي في مُتُونِ الأرَاقِمِ |
يخيّل لي أنّ النجوم ضمائر | تَقَلْقَلُ فِيهِ خَشيَة ً مِنْ عَزَائمي |
لَقيتُ ظَلامَ اللّيلِ في لَوْنِ مَفرِقي | وَفَارَقْتُهُ وَالصّبحُ في لَوْنِ صَارِمي |
أجوّب آجام المنايا وأسدها | تروّعني من بينها بالهماهم |
وبيني وبين القوم من آل يعرب | ضَغائِنُ تَثنيني زَهِيدَ المَطَاعِمِ |
إذا ما جنوا من مالهم ثمر العلى | جَنَيتُ المَعالي من غُصُونِ اللّهاذِمِ |
أغرّ بني فهر وعيد مشاجع | وَأيُّ وَعِيدٍ بَعْدَ وَقْعِ الصّوَارِمِ |
أيُوعِدُنا مَن عَطّلَ البِيضَ وَالقَنا | وأقسم لا ينجو بغير الهزائم |
عَشِيّة َ خُضْنَا بالضّوَامِرِ لَيلَهُمْ | وَفي كُلّ جَفنٍ منهُمُ طَيفُ حالِمِ |
نريهم صدور السمر بين نحورهم | فما استيقظوا إلاَّ بقرع الحلاقم |
كأنّ الكرى يقتصّ من طول نومهم | فيُسهر منه بالقنا كل نائم |
وَكُلُّ غُلامٍ خالَطَ البأسُ قَلبَهُ | يقطع أقران الأمور الغواشم |
وَنَحْنُ دَلَفْنَا للأرَاقِمِ فِتْيَة ً | يُضِيفُونَ أطرَافَ القَنَا في الحَيازِمِ |
تَطَلّعُ مِنْ خَلفِ العَجَاجِ كَأنّما | تُطَالِعُهُمْ مِنْهَا عُيُونُ القَشَاعِمِ |
إذا اشتَجَرَ الضّرْبُ الدّرَاكُ تمَطّقتْ | إلى الطّعنِ أفوَاهُ النّسُورِ الحَوَائِمِ |
وَوَلّوا عَلى الخَيلِ العِتَاقِ كأنّهُمْ | تزاحم غيم العارض المتراكم |
تَفيضُ عُيونُ الطّعنِ بالدّمِ منهُمُ | ويغلبها فيض العيون السّواجم |