أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : القلق النفسي المرتبط بفترة الامتحانات وما ينتج عنه من فقدان الثقة بالنفس والشعور بالإحباط

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا تلميذة عمري ثماني عشرة سنة، أدرس السلك الثاني بكالوريا، أعاني من مشاكل نفسية، أتحدث مع نفسي، وكذلك أنا سريعة الغضب خصوصاً في هذا الشهر؛ لأن الامتحان اقترب وأنا لم أحفظ شيئاً، وعليّ دروس متراكمة، وأنا سوف أجتاز الامتحان في يونيو.

أنا جداً قلقة ومتوترة، ودائماً أحاسب نفسي على الأخطاء التي ارتكبتها، وكلما أرغب في أن أستيقظ لأصلي الفجر وأحفظ شيئاً تفشل مهمتي، بدأت أكره نفسي لأنني فقدت الثقة بنفسي، ولأنني لا أعرف كيف أنظم وقتي، وكلما أفكر بفعل مهمة في غاية الأهمية أفشل!

هل يمكن أن أغير سلوكي ومزاجي؟ وكيف يمكن لي أن أخرج من هذا المأزق؟
أريد حلولاً في أقرب فرصة.

وشكراً جزيلاً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Siham حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن سرعة الغضب والانفعالات، وكذلك الشعور بالإحباط واهتزاز الثقة بالنفس واضطراب المزاج، هي دليل على أنك تمرين بحالة من حالات القلق الاكتئابي البسيط، وأعتقد أنها حالة ظرفية مؤقتة مرتبطة بالامتحانات.

من الطبيعي أن يقلق الإنسان قبل الامتحانات، ومن الطبيعي أن تأتيه بعض الهواجس السلبية، لكن هذا القلق في حد ذاته يجب أن يكون طاقة إيجابية؛ لأن القلق المتوازن يدفع الإنسان بصورة إيجابية، ويجعله يركز على دروسه ويجتهد ولا يتهاون، فقولي لنفسك: (هذا قلق انتابني، هذا توتر انتابني، ولكني بالإصرار سوف أحوله إلى نوع من القلق المفيد) هذا هو الأمر الأول.

الأمر الثاني: هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، تُفيد جدّاً في إجهاض التوتر والغضب والقلق. طبقي هذه التمرين بأن تجلسي على كرسي، ويكون الكرسي مريحاً وفي جو خالٍ من الضوضاء أو الإضاءة الشديدة، وارفعي رأسك قليلاً، ثم أغمضي عينيك، وضعي يديك على ركبتيك، بعد ذلك خذي نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واجعلي صدرك يمتلئ بالهواء، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم بكل قوة وبطء.

كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء وسوف تجدي إن شاء الله أنه قد ساعدك كثيراً.

الخطوة الثالثة هي أن تنظمي وقتك تنظيماً دقيقاً، ولا تجهدي نفسك كثيراً. أعرف أن الامتحان على الأبواب، ولكن هذا لا يعني أن تظلي تدرسي لساعات طويلة، لابد أن تأخذي قسطاً من الراحة، لابد أن تقومي ببعض التمارين الرياضية لمدة عشر إلى خمسة عشر دقيقة، وكذلك مارسي تمارين الاسترخاء، وعليك أيتها الفاضلة الكريمة أن تستعيني بالدعاء؛ فالدعاء هو سلاح المؤمن ويفيد في مثل هذه الحالات وفي كل الحالات إن شاء الله تعالى.

لابد أن يكون لك ساعة منبهة للاستيقاظ لصلاة الفجر، وأريد أن أؤكد لك أن الدراسة بعد صلاة الفجر والمذاكرة ذات قيمة كبيرة، فما يتم مذاكرته ومراجعته ودراسته بعد صلاة الفجر يوازي ضعف بل أضعاف ما يمكن أن يقرأه أو يذاكره الإنسان في أوقات أخرى، فكوني حريصة على ذلك.

بقي أن أصف لك دواء بسيطاً جدّاً يساعدك في هذا القلق والتوتر، يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي هو (فلوبنتكسول) تناوليه بجرعة حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناوليها لمدة ثلاثة أيام، ثم اجعليها حبة صباح ومساء لمدة أسبوعين، ثم حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بالنسبة للغضب، لابد أن تطبقي ما ورد في السنة النبوية المطهرة، وعليك بالاستغفار، وقولي لنفسك لن أغضب لن أغضب، وغيري مكانك، وغيري وضعك، واتفلي ثلاثاً على شقك الأيسر، وتوضئي وصلي ركعتين. هذا علاج جميل وعلاج بسيط ومجرب، وهو يعتبر نوعاً من العلاج السلوكي النبوي.

عليك أيتها الفاضلة الكريمة أن لا تعتقدي أنك الآن في مأزق، هذا مجرد تفاعل، وقت ظرفي يحدث لآلاف الناس، وتذكري أن ملايين الناس يقدمون على هذه الامتحانات، وإن شاء الله تعالى سوف تكوني من الناجحين والمفوقين.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول علاج العصبية والغضب سلوكياً 276143 - 268830 - 226699 - 268701
وعلاج قلة الثقة بالنفس سلوكياً 265028 - 265626- 266692.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3906 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2554 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2259 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. 4212 الخميس 23-07-2020 05:25 صـ
أعاني من أعراض جسدية بالرغم من سلامة التحاليل، فهل أنا مصاب بمس؟ 2397 الأربعاء 22-07-2020 05:17 صـ