أرشيف المقالات

حكم قصر أهل مكة في الحج

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
حكم قَصْرِ أهل مكة في الحج
 
جمهور أهل العلم أن القَصْرَ في مِنًى وعرفةَ ومزدلفةَ خاصٌّ بالذين لا يسكنون الحرم، أما الذين يسكنون الحرم، فيُصلُّون الصلاة الرباعية من غير قصر؛ لأنهم ليسوا مسافرين، وقال بعض الفقهاء: يُشرع قصر الصلاة في مِنًى وعرفة ومزدلفة لجميع الحُجَّاج حتى أهل مكة؛ وهو مذهب المالكية، وسفيان بن عُيينة، وإسحاق بن راهويه، والظاهرية، ورجَّحه ابن تيمية، وابن القيم، والشنقيطي، وابن باز؛ قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (26/ 130): "يصلي بعرفة ومزدلفة ومنى قصرًا، ويقصُرُ أهل مكة وغير أهل مكة، وكذلك يجمعون الصلاة بعرفة ومزدلفة ومِنًى، كما كان أهل مكة يفعلون خلف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة ومزدلفة ومنى ...
ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه أحدًا من أهل مكة أن يُتِمُّوا الصلاة"، وقال البسَّام في كتابه (الاختيارات الجلية في المسائل الخلافية، 1/ 253): "الصحيح أن السفر لا يُقدَّر بمدة ولا مسافة، وإنما هو كل سفر حُمِل له الزاد والمزاد، ولا شكَّ أن الحاج سواء كان آفاقيًّا أو مكيًّا مُتحمِّلٌ في حَجِّه ما يتحمله المسافر من المتاعب والمشاق"، ورجَّح ابن عثيمين القولَ الأخير، إلا أنه يرى أن مِنًى صارت من مكة بعد اتساع عمران مكة، فلا يقصر فيها أهل مكة، ويقصرون في عرفة؛ قال ابن عثيمين في الشرح الممتع (7/ 285): "الصحيح أن أهل مكة كغيرهم من الحُجَّاج يقصرون، ولكن بشرط أن يكونوا مسافرين؛ أي: خارجين عن مكة، وفي يومنا هذا إذا تأمل المتأمل يجد أن مِنًى حي من أحياء مكة، وحينئذٍ يقوى القول بأنهم لا يقصرون في مِنًى وفي مزدلفة"، قلت: وقد توسَّع عمران مكة المكرمة إلى عرفات، وصارت أطراف مدينة مكة بالقرب من عرفات، فالراجح أن أهل مكة لا يقصرون الصلاة في المشاعِرِ، لا في مِنًى ومزدلفة، ولا في عرفة، والله أعلم.

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن