إعتداء فضيع على الشيخ الزاهري محرر الشريعة
مدة
قراءة المادة :
6 دقائق
.
الصفحة 6
ــ
إعتداء فضيع على الشيخ الزاهري
محرر الشريعة
كان الأستاذ محمد السعيد الزاهري المحرر بجريدة (الشريعة) يمشي في الطحطاحة الكبرى في وهران على الساعة 11 و 20 دقيقة, وكان يرافقه حضرة السيد محمد مكروس العضو البلدي بوهران وحضرة السيد محمد رمعون إلى منزله فلما توسط الطريق وكان في غمرة من الأنوار والأضواء الكهربائية وفي كثرة الناس (السمار) خرج عليه ثلاثة أشقياء, وضربه أحدهم بهراوة على مقدم رأسه ضربة قوية جدا, خر بعدها إلى الأرض مغشيا عليه, ولاذ الجاني الآثم بالفرار, وأفاق الزاهري من غشيته, وتحامل على نفسه إلى أن دخل إلى داره التي رافقه إليها ناس كثيرون وانتشر الخبر في المدينة بسرعة البرق فأصبح الناس يستنكرون كل الاستنكار هذه الجريمة الشنعاء المنكرة التي يقوم بها الدجاجلة الأراذل.
وأخذ الزاهري تقريرا طبيا يضطره إلى أن يلتزم الراحة (في الأقل) ثمانية أيام, ودخلت القضية في يد الشرطة ثم انتقلت إلى الشرطة السرية للبحث عن الجناة المجرمين.
وقد سمعت الشرطة إفادات بعض الشهود فحواها أن هذه الجريمة قد دبرت وحيكت في مسجد.
وقد عجب الناس هنا كل العجب كيف يرضى صاحب المسجد الذي بناه لله أن يصير
ـ[عمود2]ـ
(مغارة) لقطاع الطريق يدبرون فيه (المؤامرات) للقتل والاغتيال وهم يتمنون له أن يتدارك الأمر قبل أن يفوت الأوان.
وسنوافيكم ببقية التفاصيل. وهران ( ...
) هكذا ما تزال جنود الله يصرعون في سبيل الله من الأيدي الأثيمة لجنود الشيطان ولكن حزب الله هم الغالبون. هكذا ما نزال نكتب حروف الإسلام على هامة هذا القطر الجزائري بدمائنا الزكية حتى يشهدها العالم واضحة جلية ليس عليها غشاوة من سحب الدجل والبدع والضلالات. فنهنئ فضيلة الأستاذ الزاهري بما أصابه في سبيل الله والدعوة إليه. ونهنئ حزب الله بفلس حزب الشيطان من جميع شبهه التي فضحتها الأيام حتى صار لا يجد أمامه إلا الاعتداء الوحشي ثم الفرار من العدالة شأن الجناة الجبناء الأشرار. ونلفت نظر الأمة والحكومة إلى هذه الناحية الظالمة التي تكررت اعتداءاتها على أهل العلم وهم لها صابرون وعنها معرضون لتعرفا في الشر والفتنة قدرها وتكف عن هذا الوطن وأهله شرها وضررها. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. _…_…_…_…_…_…_…_ ـ[أسفل الصفحة بين عمود 1 - 2]ـ ـ[عمود1]ـ أخطار التبشير: عبر لمن يعتبر روح الإنجيل غذاء لروح البربر ...
! من مجلة (المغرب الكاثوليكي) ((إن البرابرة قريبون من الإنجيل, وأساطير الإنجيل التي تفيض بحياة الرجل, تصف حياة شبيهة بحياتهم, وأمثال الأناجيل تشبه كثيرا من أمثالهم, وإن حيتانا الخلقية الفرنسية قد كيفتها ـ[عمود2]ـ وصبغتها المسيحية (أي أحسن ما في الإنجيل) فلم لا يكون الإنجيل إذن هو مركز الاتصال الذي تلتقي فيه الروح البربرية والروح الفرنسية, اللتان تنشد إحداهما الأخرى ...
!)) فتيان البربر أبناء جنس لطيف! -تنصير العرب بعد البربر- الأب (شارل دوفوكود) إمام من أئمة الكاثولوكية, وداعية خطير من دعاة الاستعمار ـ[عمود3]ـ الفرنسي وقد خصص له كتابا الأكاديمي الشهير (روني بازان) شرح فيه شخصية الأب فوكو بصفته رحالة من رحالي الصحراء, ويحدثنا عن هذه الشخصية (هنري بوردو) الكاتب الفرنسي الذي احتفلت به مصر في الأيام الأخيرة ...
فيذكر لنا رحلته في المغرب وأنه أدى لفرنسا أعظم خدمة بما حمله من هذه الرحلة من وثائق عن المغرب وبالخريطة, العظيمة إذ ذاك, التي رسم فيها جميع الجهات المغربية, ويقول: أنه لولا خريطة (الأب فوكو) ووثائقه عن المغرب, التي قدمها للحكومة الفرنسية لكان احتلال فرنسا للمغرب من الصعوبة بمكان! (وهنري بوردو) يقاربه (بالكولونيل بوتان) الذي أرسله نابليون إلى إفريقيا ليخطط رسما تحضيريا لفتح الجزائر. هذا الأب الذي يقدسه رجال الاستعمار الفرنسي ويحفظون له مكانا بين فاتحي المغرب ...
قد وضع مبدأ آخر لإعداد فتح جديد, وخلاصة هذا المبدأ مجملة في كلمته الآتية: (إن الفتيان البرابرة أبناء جنس لطيف, وهم مستعدون لقبول الروح ((اللاتينية)) التي انتموا إليها في العصور الخالية ...
إن البرابرة ليسوا متعصبين ولا جاحدين, وإن دخولهم في المسيحية هو الذي يعيد العرب ويدخلهم إليها مكرهين ...
). رجل كهذا شارك في فتح المغرب العسكري وأعد الوسائل لفتحه الديني, ألا تخلد ذكراه بين المغاربة وفوق الأرض المغربية ...
؟ بلى إنه جدير بالخلود, ومن يستخلد ذكراه؟ يخلدها صديقه ليوطي الذي اشتغل معه في عين الصفراء على الحدود المغربية الجزائرية, والذي أصبح حاكما فرنسيا في المغرب ...
ففي 30 ديسمبر 1922 دشن اليوطي المنصب التذكاري, الذي أقامه للأب فوكو في الدار البيضاء أعني المدينة التي منها دخلت الجيوش الفرنسية الفاتحة, فهدمت أسوارها وأثخنت في المغاربة رميا بالرصاص وضربا بالسيوف, وقد جعل تذكاره في لوحة من المرمر بالحديقة التي يطلق عليها الفرنسيون ((حديقة ليوطي)). ترجمة مجلة (العرب) الغراء