Warning: Undefined array key "member_user" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/379f6d1c5f54bdd9f12bcbc99cdb8fd8709cb09e_0.file.header_new.tpl.php on line 271
int(330) array(0) { }

أرشيف المقالات

أنواع الدعاة

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
أنواع الدعاة

ليس كل من صعد المنبر خطيبًا، وليس كل من دعا إلى الله وصل إلى القلوب، فالقبول والوصول إلى القلوب توفيق من الله تعالى لمن كان أهلًا لتوفيقه، ولمن خلصت نيته في دعوته، وحسنت سيرته وسريرته؛ لذلك فالخطباء متفاتون، ولعل أبرز هذه الأنواع فيمن تراهم من حولك:
1- داعية منفِّر: وهو متجهم غاضب، ناقم يائس، يدعو إلى اليأس بحاله ومقاله، وقد ينفر الناس بصراخه وصياحه، أو صورته وهيئة، أو أفكاره ومعالجته لموضوعه، ومن هذا النوع من يكون أغلب كلامهم عن النار وغضب الجبار، واتهام الناس بالذنوب ورميهم بالعيوب، ترهيب دون ترغيب، وتيئيس دون أمل.
 
2- متعثر: وهو قليل البضاعة، تختلط في ذهنه الأفكار، فلا يعرف كيف يربط بينها، أو كيف يجمعها في موضوع واحد، أو ما الذي يبدأ به وما الذي يختم به، مضطرب، يشتت الأذهان، يملأ الوقت بالكلام، دون علم نافع ولا هدف واضح.
 
3- متحير: ليس له منهج ثابت، ولا اتجاه واضح، متقلب كالحرباء، تُناقض أفعالُه أقوالَه، كلامه معسول وفي مواقفه مخذول، يتخذ دينه مَطِيَّةً، ومعاذيره لنفسه قوية، يحتار الناس في أمره ويعجز اللبيب عن فهمه.
 
4- مؤثر: يمتلك أدوات الخطابة، بليغ يؤثر في الناس، ويستحوذ على إعجابهم، ويسيطر على مشاعرهم بجمال العبارة، وحسن الإشارة، يجذب الناس ببلاغة لسانه، وحسن بيانه، وجودة أسلوبه، وكثرة حفظه، وقوة ذاكرته، لكن بعد انتهاء الخطبة لا يبقى في ذهن الناس شيء، ولا في نفوسهم أثر.
 
5- مغير: وهو الداعية المطلوب والمأمول، وهو داعية عالم عامل، يؤمن بما يقول، ورزقه الله القبول، يمتلك أدوات الخطيب المؤثر ويزيد عليه أنه يعرف كيف ينقل الناس من حال إلى حال، له هدف يسير نحوه في دعوته، يحبب الناس إلى خالقهم ويقربهم من ربهم، وينقلهم خطوة خطوة من الاهتمام بالدنيا إلى الاهتمام بالدنيا والآخرة، ومن الاهتمام بالنفس إلى الاهتمام بالنفس والأمة معًا، ومن الاهتمام بالهديِ الظاهر إلى الاهتمام بالظاهر والباطن، ومن الانشغال بعيوب الناس إلى الاهتمام بإصلاح عيوبهم وتزكية نفوسهم، بكثرة هؤلاء الدعاة يكثر الخير وتزداد البركة ويقل الشر، تتعطر بأنفاسهم المجالس، وتزدهر بوجودهم الدنيا، أنقياء أصفياء، وهم ورثة الأنبياء وحملة رسالة السماء، أعظِم بهم شرفًا، وأكرِم بهم مجدًا وفخرًا!
 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

شارك المقال