Warning: Undefined array key "member_user" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/379f6d1c5f54bdd9f12bcbc99cdb8fd8709cb09e_0.file.header_new.tpl.php on line 272
int(318) array(0) { }

أرشيف المقالات

الحكمة والموعظة الحسنة

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
الحكمة والموعظة الحسنة
 
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، وتركنا على المحجة البيضاء، ليلُها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، أما بعد:
 
فقد اختص الله النبيَّ صلى الله عليه وسلم بختام الرسالات ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]، وعموم الدعوة ﴿ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، والله خلق الخلق، وأرسل الرسل، كلًّا إلى قومه، وكانت رسالة الإسلام خاتمة لكل ما سبق، ولولا هذه الحجة، لاتَّبَع الخلق طرقًا، ووسائل، وعلومًا تضلُّ ولا تهدي، تهدم ولا تبني.
 
وإن من يدعو إلى انحراف وضلال ليس كمن يبني عقلًا بالإسلام ويحييه ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33]، حيث جاء الإسلام لينظم الخلق حياتهم وآخرتهم، فحرية الرأي بلا ضوابط شرعية ما هي إلا سبيلٌ ومسلك للهدم، وإساءة إلى العلم، قد تقيم جانبًا ولكنها تهدم جوانب أخرى، لا تقام ولا تنهض إلا بشقِّ الأنفس، والدعوة إلى ترك منهجٍ ما بدون متابعة، توجه الإنسان إلى كثرة المسالك التي تهلك الإنسان، وتوجهه إلى حياة لا رحمة فيها، يبحث في متاهات عن طريق الصواب.
 
وإن کثرت هذه الدعوات والمسالك والمناهج، فلا بد من التذكير أن الإسلام دعوة قائمة على التوسط والاعتدال، لا يزيغ عنها إلا هالك ﴿ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى ﴾ [البقرة: 120]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]، والمسلمون وإن كان فيهم عصاة، فهم ليسوا كفارًا.
 
إننا نحتاج في الحياة إلى علماء ودعاة ومرشدين صالحين وإلى مصلحين دائمًا، أن ينتشر الإسلام في العالم، أن تسد الفراغ الذي عمد أعداء الإسلام لتخليته بالفتن بالروايات، بالانحراف والبدع والضلال، أينما كان شكله وما يتضمنه.
 
لا بد من الحكمة، ولا بد من الموعظة الحسنة التي حثَّ الإسلام على الدعوة والإصلاح بها، ولا بد من الصبر، وأن تسلم القلوب بالأخذ إلى طريق الهدى، بعيدًا عن التقنيط والتيئيس، والدفع إلى الضلال ﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [البروج: 8].
 
وبين الترك والتفريط، من جانب آخر قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38]، قوله جل وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200].

شارك المقال