عن تجربة طويلة وطول مخالطة - حسين عبد الرازق
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
عن تجربة طويلة وطول مخالطةأُعلّمُ الشباب َ وأتدارسُ معهم علوم الشريعة منذ زمن يقارب العشرين سنة
وقد خالطتُ الآلاف نعم آلاف من جنسيات وأعمار مختلفة
ومن طبائع مختلفة
ولديَّ صورةٌ للطالب الذي أرجو له أن ينفعه الله بالعلم وينفع به المسلمين (صورة تكونت لدي من مطالعة الوحي والسنة وسير الصحابة والأئمة)
وجماع الخصال: خصلتان يندرج تحتهما كل الخصال (القوة) و(الأمانة)
القوة تجمع الجلَد والصبر والذكاء وحُسن البيان والجُهد والمهارات وقوة الحفظ والفهم وقوة التحصيل وغيرها
والأمانة: تحتها : الصدق والصراحة وسلامة القلب وحسن الخلق والعمل الصالح وزكاة النفس ونحوها
و كثيرا ما يكون الطالبُ به نقص يندرج تحت إحداهما (وكلنا كذلك) وجوانب النقص متنوعة من طالب لآخر
فأُحاول أن أُصلح كل طالب وأعطيه من النصائح ما يناسب حاجته...
فأقول:
كلُ نقص في طالب العلم يمكن أن يُجبر ويُعوَّض ويُستَر ويُرجا لصاحبه السلامة
إلا الخُبث وسوء الباطن وشُح النفس والحسد وعدم المروءة والأنانية..
ونحوها
وإن كان ذلك أيضا قد يُعالَج بالعلم والعمل الصالح وتزكية النفس
لكنه صعب ويحتاج مُجاهدة عظيمة..
وإذا مضى على الطالب زمن ولم يتغيّر ذلك منه فتلك هي المصيبة..
حقا..
وليس قلة الفهم أو ضعف التحصيل أو ضعف البيان ونحوه
لذلك أقول لكل مُعلّم اسعْ مع طلابك في معاني الأمانة وما يندرج تحتها أضعاف أضعاف ما تسعى لمعاني القوة والتمكُّن والتأصيل والفهم والبيان والجلَد ونحوه
فذلك الذي يُبارَك به في قليل العلم
ولو فُقِد فما تزيدُ القوةُ صاحبَها غير تخسير وطغيان واستعلاء وتجبُّر
وكانت المعرفةُ سيفًا في يديه يقتل به..
وأولُ من يقتل :نفسُه
وإذا كان الأئمة قالوا : العلمُ دينٌ فانظروا عمّن تأخذون دينكم
فكذلك: انظرْ من تُعطيه دينَك
فإمّا أن يكون أمين ثقة..
فبها ونعمت
وإما أن يحتاج هذه المعاني فتُعلمه إيّاه
وأما من ترجّح لديك خُبثُه وعدم مروءته وقلة أمانته = فلا تُعطه علمك..