أرشيف المقالات

و لا تمش في الأرض مرحا - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
لا تغتر بنفسك أو بعطاء الله لك فسيسألك عما أعطاك في موقف عصيب ستتمنى ساعتها ألا تكون ممن نال هذا العطاء في الدنيا .
لا تختال على خلق الله أو يداخلك الغرور  فمهما بلغت من قوة وفتوة أو جاه ومنصب أومال وجمال ستظل متصفاً بتلك الصفات (الفقر إلى الله مهما بلغ غناك والضعف مهما بلغت قوتك والفناء مهما طال عمرك ).
{ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا } [ الإسراء 37-39] .
قال السعدي في تفسيره :
يقول تعالى: { وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا }  أي: كبرا وتيها وبطرا متكبرا على الحق ومتعاظما على الخلق.
{ إِنَّكَ } في فعلك ذلك { لَنْ تَخْرِقَ الأرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا }   في تكبرك بل تكون حقيرا عند الله ومحتقرا عند الخلق مبغوضا ممقوتا قد اكتسبت أشر الأخلاق واكتسيت أرذلها من غير إدراك لبعض ما تروم.
{ كُلُّ ذَلِكَ }  المذكور الذي نهى الله عنه فيما تقدم من قوله: { وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ } والنهي عن عقوق الوالدين وما عطف على ذلك { كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا } أي: كل ذلك يسوء العاملين ويضرهم والله تعالى يكرهه ويأباه.
قال الطبري في تفسيره :
يقول تعالى ذكره: ولا تمش في الأرض مختالا مستكبرا { إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ } يقول: إنك لن تقطع الأرض باختيالك، كما قال رُؤْبة:
وقاتِمِ الأعماقِ خاوِي المُخْتَرَق .
يعني بالمخترق: المقطع {وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا } بفخرك وكبرك، وإنما هذا نهي من الله عباده عن الكبر والفخر والخُيَلاء، وتقدم منه إليهم فيه معرِّفهم بذلك أنهم لا ينالون بكبرهم وفخارهم شيئا يقصر عنه غيرهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢