ضحايا الإيدز يتحدثون
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
هذه بعض الأسئلة طرحها أحد الصحفيين على مجموعة من مرضى مرض الإيدز .. لعل مرضى (الإيدز) تكون في إجابتهم التي تقطر أسى وندماً إلى ما وصلوا إليه تنبيه الغافلين وعبرة للغير وعظة ..
لعلهم يتجنبون المحارم التي هي مهلكة للإنسان في دنياه وآخرته.
يقول الصحفي الذي أجرى اللقاء: على حين غفلة من المسئولين تسلَّلْت إلى جناح التحرير لأرى المرضى وأحادثهم ليعبِّروا عن معاناتهم..
فهم الأقدر على وصفها، يكمل فيقول:
دخلت إحدى الغرف فيها شابٌ في العقد الثاني من عمره ممدد على السرير ولم يبق منه إلا هيكله العظمي، بجواره امرأة مسنة تَرافُقه بحزن وأسى..
أمامها طعام تطعمه إياه لكنه يأبى، الأم لا تعلم بمرض الابن مع أنها تداوم على زيارته.
وبعد أن انصرفت الأم سألته: ما سبب معاناتك؟ قال: أقنعني أخي أن أسافر معه ذات مرة..
وهناك زيَّن لنا الشيطان سوء أعمالنا وارتكبنا الفاحشة، وعندما علمت أنني أصبت بمرض (الإيدز) صُعقت ولم أدر ماذا أفعل، وبكيت ندماً وحسرة على ما فرطت في جنب الله، لا أحد يعلم بمرضي إلا أخي، والآن أنتظر الموت في أي لحظة..
هل لك من كلمة توجهها إلى الشباب ؟ احذروا المعصية فهي لا تجلب إلا المرض والخزي والمهانة وساعتها لن ينفع الندم..
يقول الصحفي: من أحد أروقة المستشفى التقيت بأم تحمل ابنتها الصغيرة! سألتها عن سبب تواجدها هنا مع ابنتها؟ أجابت أن زوجها قد أصيب بمرض (الإيدز) ومن دون أن تعلم نقل المرض إلى زوجته التي نقلتهه إلى جنينها..
الطفلة التي تعاني من غلطة ليس لها دخْل فيها.
كيف علمتِ بالإصابة؟ عانى زوجي من مرض فحولوه من أحد المستشفيات إلى مستشفى الأمراض السارية، وهنا اكتشفوا المرض..
كيف تلقَّى زوجك الخبر؟ وكيف تلقيته أنتِ؟ لا أدري ماذا أقول لقد أصابتني حالة هستيرية وأخذت أصرخ وأحطم كل ما تقع عليه عيني، أما زوجي فإنه يشعر بالندم ويتعذب كل يوم مرات ومرات لأنه لم يحطم حياته فحسب بل حطم حياة زوجته وابنته.
هل لك من كلمة أخيرة؟ صرخة أرسلها لكل رجل وكل شاب ألا ينقادوا للنزوة العابرة حتى لا تندمون عليها ما بقي من عمركم الذي يحكم عليه بالفناء العاجل، فها نحن الآن نتألم ونتعذب لصراخ ابنتنا التي لا ذنب لها فيما هي فيه وفيما تعاني.
هذه بعض الصور لمعاناة هؤلاء المرضى، كان السبب في مرضهم نزوة عابرة ومتعة محرمة وشهوة حيوانية وإغراءات شيطانية أدت في النهاية إلى حسرة وندم ونفوس محطمة.
قال الله - تعالى -: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله).
الموسوعة الذهبية من القصص الواقعية.
أحمد الكباريتي